أُسِّس مجلس الشورى، في عهد الملك عبدالعزيز آل سعودي –رحمه الله-، وذلك عندما أعلن عن توحيد المملكة، وأصدر أوامره بإعلان اسم المملكة العربية السعودية، حيث كانت الفكرة قائمة منذ التأسيس حيث دعا الملك المؤسس عند دخوله إلى مكة المكرمة عام 1343هـ/ 1924 لاعتماد الشورى كركيزة أساسية في الحكم وفق الأسس الشرعية.

انطلقت التعليمات الأساسية من بدايتها على اعتماد الشريعة الإسلامية دستوراً ومنهاجاً لكل الأعمال والأفعال، واستبعاد ما يتعارض مع القرآن والسنة، حيث أصبحت الشورى سمة بارزة، وضعها الملك عبدالعزيز للمساهمة في سن أنظمة هذه البلاد.

وتم تأسيس أول مجلس شورى في مكة في عام 1343هـ/ 1924م بمسمى ” المجلس الأهلي للشورى ” برئاسة الشيخ عبدالقادر الشيبي، وضم 12 عضوًا، إلا أنه تم حل المجلس، وصدر أمر سلطاني بتأسيس مجلس جديد أكثر تنظيماً على أن يكون منتخباً، وحددت صلاحياته، فكان أساساً لمجلس الشورى وتطوره التاريخي لاحقا.

و افتتح الملك عبد العزيز مجلس الشورى، وترأس الجلسة الأولى صباح يوم الأحد الموافق 17\1\1346هـ، وقال فيه: ” علينا اتباع ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله محمد تنفيذا لأمره سبحانه وتعالى حيث قال: وشاورهم في الأمر ” .

وهكذا استمر العمل بمجلس الشورى كهيئة استشارية ذات مسؤولية مستقلة حتى صدر نظام مجلس الوزراء السعودي في 1\2\1373هـ، الذي اضطلع ببعض من مسؤوليات مجلس الشورى.

فيما بعد، ارتفع عدد أعضائه ليصل في عهد الملك فهد –رحمه الله- لـ150 عضواً، قبل أن يشهد نقلة كبرى أخرى في عهد الملك عبدالله –رحمه الله-، بدخول المرأة كعضو في المجلس تشارك في صياغة القرار السعودي.

وكان رؤساء المجلس في المراحل التاريخية المختلفة هم: الملك فيصل، عبدالقادر الشيبي، محمد المرزوقي، محمد بن جبير، الدكتور صالح بن حميد، الدكتور عبدالله آل الشيخ.