تعد الدعوة إلى الله من أشرف المهمات مكانة، وأعلاها منزلة، وأقربها إلى مرضاة الله عز وجل، فهي وظيفة الأنبياء والرسل، ومنارة التعريف بالله سبحانه وتعالى، قال عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً ﴾

في رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد جاءه التوجيه من ربه سبحانه وتعالى بتبليغ الدعوة إلى عشيرته الأقربين، لما لهم من الحق الخاص عليه، فهم أحق برعايته لهم والحرص على منفعتهم، وقد امتثل المصطفى صلى الله عليه وسلم ذلك التوجيه الرباني خير امتثال فدعاهم إلى الله (سبحانه وتعالى) بما يلائم أحوالهم .

ومن أهم الأقربين هم الوالدين وأهمية بر الوالدين ودعوتهم إلى الله تعالى
أوجب الله -سبحانه وتعالى- طاعة الوالدين في كتابه العزيز، وحث النبي -صلى الله عليه وسلم- على ذلك الخلق الكريم، وقرن الله حقهما بحقه -سبحانه وتعالى- كما قرن شكرهما بشكره وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن حقهما الوالدين أولى على الابن من حقوق جميع المخلوقين، في حدود الشرع الذي شرعه الله رب العالمين،
لبر الوالدين أهمية كبيرة ومن أهمها،
أن طاعتهما طاعة لله تعالى ولرسوله، جعل الرسول-صلى الله عليه وسلم- برهما من الجهاد،بر الوالدين من أعظم شعائر الدين قضى به ربنا عز وجل، وثنى به، وعطفه على عبادته وتوحيده،
ومن حق الوالدين على ولدهما دعوتهما إلى الله تعالى ، وهذا من البر بهم ،وردت نصوص تدل على مشروعية بل فرضية القيام بالاحتساب على الأقارب ، ومما لا شك فيه أن أقرب أقارب المرء أبواه ومن تلك النصوص قول الله تعالى :﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾
إن دعوة الوالدين فيها خير كبير للأسرة بكاملها ، ومن ثم للمجتمع ، فالأسرة نواة المجتمع ، وفي صلاحها الأثر البالغ في انتشار تعاليم هذا الدين العظيم
ومن وسائل وأساليب دعوة الوالدين
الصدع بالحق وهذا نتبينه من دعوة إبراهيم عليه السلام لأبيه ،
أسلوب الحوار يعرف الحوار بأنه تناول الحديث بين طرفين أو أكثر عن طريق السؤال والجواب
والحوار أسلوب مناسب لدعوة الوالدين حيث يعد الحوار أحد الأساليب التي تسير ضمن المنهج العقلي الذي يرتكز على العقل، ويدعو إلى التفكر والتدبر والاعتبار،
التدرج مع الأبوين يجب على الداعية التدرج في الدعوة على حسب الأحوال والأزمان، والمدعوين فالتدرج أمر هام في دعوة الوالدين وغيرهما ، ولقد تدرج إبراهيم في دعوة أبيه تدرجاً “فأخبره بعلمه، أن ذلك موجب لاتباعك إياي، وأنك إن أطعتني اهتديت إلى صراط مستقيم. ثم نهاه عن عبادة الشيطان وأخبره بما فيها من المضار. ثم حذره عقاب الله ونقمته إن أقام على حاله، وأنه يكون ولياً للشيطان”
أسلوب الموعظةوهذا الأسلوب مناسب لدعوة الوالدين إذا روعي فيه التبسط والهدوء وعدم التكبر،
ومن البر للوالدين الدعاء لهما والتضرع إلي الله بأن يوفقهما ويبارك في أعمارهما وأن يجعلهما هداة مهديين..فالدعاء باب عظيم من أبواب البر.
دعوة الوالدين إلى الله من أسباب زيادة الإيمان فالإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعصية، ومن أعظم الطاعات بر الوالدين.
لبر الوالدين أهمية كبيرة فطاعتهما طاعة لله تعالى ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-
جعل الرسول-صلى الله عليه وسلم- برهما من الجهاد.
بر الوالدين من أعظم شعائر الدين قضى به ربنا عز وجل، وثنى به، وعطفه على عبادته وتوحيده..