حينما تهطل الأمطار على البلاد وتسيل الأودية والجبال وتمتلئ السدود والأوحال وتتشبع الأرض بالمياه ويصفو الجو بالانتعاش والنقاء تتباشر به الناس وتغمرهم الفرحة والسرور وتنشرح الصدور… في حينها دائماً يلجوا الناس للخروج للتنزه والاسترخاء والاستمتاع بتلك الأجواء الممطرة من خلال الكشتات والطلعات البرية ومتابعة مجرى السيول، ولكن في حين أن الأمطار تشكل خطراً على المجتمع سرعان ما تنبه هيئة الأرصاد ومديرية الدفاع المدني بمدة وجيزة عبر الرسائل النصية و وسائل التواصل الاجتماعي بعدم الخروج بتلك الأجواء الخطرة وأخذ كافة سبل الحيطة والحذر.

لا يخفى على الجميع بأن لدينا شباب متهورين لا يدركون لأفعالهم وتصرفاتهم المؤدية بهم للهلاك والموت وذلك من خلال التحديات المميتة مثل قطع السيول بمركباتهم، وممارسة السباحة فيها، والجلوس بجانب الأودية الجارية بدون مبالاة من أجل التصوير… الخ. وكل ذلك بسبب غياب العقاب الصارم على هؤلاء المتهورين ولم يجدوا من يردعهم على تصرفاتهم التي تؤثر سلباً على أسرهم والنسيج الاجتماعي.

ومن هنا لابد أن تقف الجهات المسئولة وقفت الأسد في وجه هؤلاء المتهورين وفرض العقوبة المؤدبة الكافية لردعهم وتقنين قانون ضمن قوانين البلد من يتجاوزها سيكون عرضت للعقاب والحساب.

وفي الحقيقة يجب أن تتضافر الجهود بين المؤسسات الاجتماعية والأمنية لتوعية المجتمع السعودي بمخاطر السيول، وإعطانهم دورات تدريبية في كيفية التعامل مع الغريق وطرق النجاة، وكذلك تسخير التقنية الحديثة عبر الجوالات لمعرفة الحالات الطارئة والأماكن الخطرة واتخاذ الطرق السليمة في حين يجهله الأمر.

وختاماً ما أجبرني على كتابة هذا المقال هو معانات بعض الأسر والبيوت وخاصة ذوي الدخل المحدود، عندما فقدوا أبنائهم المعتمدين عليهم بعد الله عز وجل زادة عليهم عبء الحياة وضيق العيش، وقلة الحيلة. وكل ذلك بسبب غياب العقاب و مرافقتهم مع المتهورين الضاربين لتلك التحذيرات بعرض الحائط، والسبب الأخر فقدانهم خسارة على الدولة والمجتمع لان بهم تقوى البلاد بكثرتهم وتواجدهم، وينمو الاقتصاد والتنمية وتعمر الأرض وتزدهر، لذلك الحفاظ عليهم حافظاً لبقائنا.