لئن تفاخرت الأمم بأخلاقها حري بهذه الأمة أن تتفاخر بخلقها الأعظم (الحياء).
عن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الإِسْلَامِ الْـحَيَاءُ»[1]

إن كان الحياء من الإيمان .. فهما قرينان لا ينفكُ أحدهما عن الأخر.. مرَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على رجلٍ ، وهو يُعاتِبُ أخاه في الحَياءِ ، يقولُ : إنك لتَستَحيِي ، حتى كأنه يقولُ : قد أضَرَّ بك ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( دَعْه ، فإنَّ الحَياءَ منَ الإيمانِ )[2].

وإن كان الحياء مفتاحُ كُلِ خير ومانعُ من المعاصي والمنكرات .. عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «الـحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ..)[3] هو أصلُ كلِ خير..وذهابهُ ذهابُ الخير أجمعِه.

وإن كان الحياءُ خُلقٌ يحبهُ الله تعالى ..عَن يَعلَـى بنِ أُمَيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّـهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم رَأَى رَجُلًا يَغتَسِلُ بِالبَـرَازِ بِلَا إِزَارٍ، فَصَعِدَ الـمِنبَـرَ، فَحَـمِدَ اللَّـهَ، وَأَثنَى عَلَـيـهِ؛ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «إِنَّ اللَّـهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سِتِّـيـرٌ، يُـحِبُّ الـحَيَاءَ وَالسَّتـرَ، فَإِذَا اغتَسَلَ أَحَدُكُم فَلـيَستَتِـر»[4]
وإن كان الحياءُ يقوُدُ إلى الجنّة .. عَن أَبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «الحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ، وَالإِيمَانُ فِي الجَنَّةِ؛ وَالبَذَاءُ مِنَ الجَفَاءِ، وَالجَفَاءُ فِي النَّارِ»[5].

وإن كانت هذهِ بعضُ فضائل الحياء ..وهذا البعضُ كثير ..فما بالُ المسلمين زهدوا في هذا الخلق ؟؟
إن ما نشاهده في بعض برامج التواصل الاجتماعية الحديثة كـ التويتر والفيس بوك و مما كثر فيه البلاء ..
حريُ بالمسلم والمسلمة إن يظهر محاسن دينه ليُقتدي به ..
لنصحح الطريق ..ونظهر الدين كما امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فتياتنا لايغركنّ هذا التطور وتتركنّ خلق الإسلام ..
فالحياء إن كان لرجال مطلب فهو لنساء أوجب وأحفظ للإعراض…لنستخدم الجانب الحسن من هذه المواقع ..فهي طريق لنشر الإسلام إن أحسنا استخدامها ..وهدم إن أسئنا وللأسف استخدامها …
اللهم أحفظ أعراضنا واعراض المسلمين …