لا اريد ان انبري عن بقية الخلق في الحنق على إعلامنا المتقوقع على نفسه .. لكنني ازعم معرفتي الاكيدة بالمطبخ الصحفي في وسائل إعلامنا المرئي والالكتروني والمسموع والمقروء وحتى السوشيال ميديا ..قبيل نحو عام كتبت عن ضعف وسائل إعلامنا في مواجهة الأحداث التي تحيط بنا كانت هناك أزمة حقيقة تدور في الكواليس حول إيجاد كادر محلي قادر على اختراق جبهة اليمن ليعطي للعالم الصورة المروعة لأفعال الحوثيين وقتلهم وابادتهم لشعب كامل ثم التباكي امام العالم زورا وبهتانا عما اسموه بوحشية التحالف الزائفة ..حاولت عدة جهات رسمية إقناع وزارة الإعلام أو المؤسسات الصحفية بترشيح أسماء إعلامية لتشارك في فضح غوغائية ايران ووحشية حلفاؤها باليمن دون جدوى سوى من بعض الترانيم والطنطنة البعيدة عن مفهوم التغطية الإعلامية الكاشفة عن معاناة شعب يقُتل.. ولم تتجاوز التقارير بكل اسف مفهوم ” العنترية ” في الطرح ان صح التعبير عن .. ” اين انتم ..نحن هنا ” .. مشكلتنا يا سادة اننا اهملنا أدوات الإعلام ولم نصنع جيل محترف يستطيع أن يسد خانة الضعف في الرؤية إلى الأمام .. لدى الصحف المحلية مجالس ادارات وبعض تلكم المجالس ” لاتهش.. ولا تنش ” لكنها تقبض المعلوم من الحكومة سابقا على شكل دعم لوجستي أو من رجال الأعمال بدواعي الوطنية ..وطال آمد تلكم المجالس والادارات وكراسي رؤساء التحرير وأدمنت الصحف ذاك السبات حتى دنا اجلها بينما هي تسير بقوة خارقة في الكثير من دول العالم ولعل نجاح ” الواشنطن بوست ” دليل على أن خلفها إدارة مؤسسية قوية ..نحن اليوم نعيش المخاض في كل أروقة الحكومة باستثناء الإعلام وهو السلاح القوي الذي اهملناه واستثمرته قطر حتى استطاعت فتح كل جبهات العالم علينا وتلقينا نيران صديقة وأخرى معادية واغلبنا فاغرا فاهه لايستطيع الإجابة أو الرد ..ولولا لطف الله تعالى ثم تماسك جبهتنا الداخلية وقوة ردود المواطن الذي نجح في أن يكون اعلامي من الطراز الأولى برأس مال لم يكلفه سوى خط هاتفي مزود بخدمة ” عنكبوتية ” جابه بها افترأت العالم على وطنه لكان وضعنا الإعلامي اتعس .. كانت الحرب الضروس على كل سفارات بلادنا وانكشفت عورة إعلامنا الخارجي وكأن على رؤسهم الطير .. وزارة ووكالة وزارة معنية بالشأن الخارجي وهيئة إعلامية .. وجيش من الموظفين في كل بقاع الارض لم يفلحوا في تقديم شيء .. لا اريد ان اُتهم ” بجلد الذات ” لكن واقعنا الإعلامي المرير يحكي الف قصة عن كل هذا التخاذل المؤلم من جيش إعلامنا الضعيف ..اليوم نحن بحاجة إلى وزارة قوية ترد وتواجه أي حدث مباشرة وبحاجة إلى هيئة إعلامية سريعة التحرك وبحاجة إلى مجالس ادارات بدماء شابه جديدة ومتفهمه للعمل الإعلامي المتين ..ماالفائدة في تاجر خردة أو مقاول بناء أو شريطي عقار يدير مؤسسة صحفية ..نريد حركة تصحيحية على من يديرون الصحف الورقية والالكترونيةو محاسبتهم.. وعلى مشاهير السوشيال ميديا الفارغين فكرا ومضمونا و الولوج إلى عقر دورهم لمعرفة من يعمل لهم ويفكر عنهم ..لا نريد رئيسا يتمنطق بعباءته في أروقة المؤتمرات ورأسه فارغا من أي عمل اعلامي ولا نريد إدارة صحفيه لاتعمل في المطبخ الصحفي وتفهم معناه …لقد جبلنا خلال الاربعين عاما الماضية على رؤية كوادر الصياغة والقرار بأيد غير محلية بل وأجزم أن البعض من صحفنا تدار من قبلهم ويتصدر اسم الرئيس أو المدير أسطر الخبر أو التحليل والمقال وهو لايدري ماذا كُتب له ..هناك فجوة عميقة بين المسؤل الحكومي عن الإعلام .. والإعلام نفسه ..الكل يتهم الآخر بالضعف ..وكلاهما مثل شهاب الدين ..وأخيه !!في مصر يذهب المسؤل في زيارته ومعه جيش اعلامي مدرب لاينتظر فائدة مادية او معنوية من ديوان الرئاسة بينما لدينا يتقاتلون على تقديم أسماؤهم ومناصبهم من أجل ” الشرهة ” التي اعتادوا عليها واصبحوا لايعملون من دونها فمن الذي أضعف كوادرنا وترك القدرات منها تتحسر على حالها بينما حظي البعض على المال والشرهة والسفر الى كل أنحاء العالم بأسم زيارة المسؤل ..نعم هناك أخطأ جسيمة من الحكومة في هذا الصدد حين تركت الأمر على عواهنه .وزاد الطين بلة أن من كان يقوم بدور التوجيه للاعلام يعيش في برجا من عاج ..ويتكلم بأسم المسؤل الأعلى منه ويعبر عنها ” بقدحة رأس ” حتى اشتعلت تلكم القدحة والتهمت مابقى منا امام الناس ..لكننا على الصعيد ذاته نعترف بنجاحات تحققت في المجال الرياضي والترفيهي فكان لرئيس هيئة الرياضة السبق والظفر في تعريف العالم بنا عن كثب ..فهل تعير قيادتنا ابن ال الشيخ للاعلام ولو ” سلف ” لعام .. وكفى .