أكدت تقارير صحفية، أن عمليات التحضير لاستضافة مونديال قطر 2022، تتم على حساب معاناة وحياة الآلاف من العمال الفقراء؛ حيث أنه سيشكّل ضربة لحقوق الإنسان، فهناك ثمة جدل كبير حول ظروف العمل الفظيعة ومصرع الآلاف من العمال في أوراش العمل، وعدم احترام الاتفاقيات الدولية وتوصيات مكتب العمل الدولي.

وأوضح مقال في موقع ” هافنجتون بوست ” بنسخته الفرنسية، أن عددًا من عمال المونديال لم يتلقوا رواتب منذ أشهر طويلة؛ في الوقت الذي تحاول قطر فيه تقديم صورة “وردية ” عن اقتصادها وجاهزيته لإقامة الحدث الرياضي الأكبر في العالم.

وأشار إلى أن عيوب المونديال ” الفضيحة ” لا تقف عند هذا الحد؛ فالطقس الحار بالبلد الخليجي دفع إلى اختيار توقيت غير معتاد لإقامة المونديال لأجل تفادي فصل الصيف، ومن شأن هذا التغيير أن يؤدي إلى إجهاد اللاعبين والنيل من لياقتهم البدنية.

وأكد إن هذا الحدث الرياضي العالمي ليس مجرد مباريات وملاعب؛ وإنما تجربة إنسانية وسياحية؛ فخلال مونديال 2018 مثلاً تميّزت روسيا على نحو كبير حين أبرزت جوانبها الحضارية الغنية أمام الزوار؛ وهو ما يصعب تحققه في حالة قطر.

ويقع اللوم أيضًا على المؤسسات الدولية التي سمحت بتنظيم المونديال في قطر على الرغم من توالي التنبيهات الحقوقية والرياضية؛ لكن هذا التأييد الأعمى للدوحة لم يكن هدية على الأرجح؛ إذ أثيرت عدة اتهامات بالفساد في ملف المونديال القطري.

ومن جانبها، كشفت منظمة العفو الدولية، مؤخرًا، أن عمالاً من نيبال والهند والفليبين لهم في ذمة شركة ” مركوري مينا ” الهندسية التي تشغّلهم في قطر، رواتب متأخرة قدرها 1700 يورو لكل منهم، وأضافت أن هذا المبلغ يمثل بالنسبة لبعض هؤلاء العمال راتب عشرة أشهر؛ معربةً عن أسفها لأن عدم دفع هذه المستحقات ” دمر حياة ” العديدين، كما طالبت الحكومة القطرية بأن تسدد بنفسها هذه المبالغ لمستحقيها.