الحمدُ لله الذي زرع فينا القدرة على الصبر والتحمل، فالصبر من الصفات الأساسية التي يجب أن نتحلّى بها حتى نستطيع أن نُكمل طريقنا في الحياة ، لا تحزن إذا أُُعسِرت يوماً فقد أُُيسِرت وقتاً طويلاً، ولا تظنُ بِربك سُوءاً فإن الله أولى بالجميل .

لو تأملت في سير الأنبياء و المرسلين و حياتهم لوجدتهم أشد البشرية إبتلاء و امتحاناً ، يوسف عليه السلام انتظر 13 سنة كانت تمر عليه أُمور هائلة لو توجّهت إلى جبل لهدّته أو أقبلت على صخرة صمّاء لأذابتها و كانت نهاية صبره الجميل أنه اصبح عزيز مصر وأن يكون أميناً على خزائن الدولة .

أيوب عليه السلام صبر 18 سنة فقد أعطاه الله من المال و البنين الكثير ، فأما البنون فقد أماتهم الله عز وجل و أما الأموال فقد مُحقت حتى لم يبقى منها شيء ، و أما جسده عليه السلام فقد ذهبت قوته و اصابه البلاء و الأمراض ، فدعاء ربه بعد سنين طويله و صبراً طويل “إني مسني الضر و أنت أرحم الرحمين” و استجاب له ربه و جاء الفرج .

لا تفقد صبرك مهما تأخر عليك الفرج فما بين حلمك و تحقيقه إلا صبراً جميل و من أتقن الصبر هانت عليه المستحيلات .