نظم مستشفى الموسى التخصصي مؤتمرًا علميًا عن الصحة النفسية للمراهقين ناقش فيه عددًا من الموضوعات الهامة المتعلقة بالاضطرابات النفسية عندهم، منها ” الانتحار ” والمشكلات النفسية التي قد تواجه الطلاب في المدارس، وجاء المؤتمر مواكبًا لليوم العالمي للصحة النفسية الذي يوافق 10 أكتوبر من كل عام.

وأوضح الدكتور شريف سعد استشاري ورئيس قسم الأمراض النفسية بمستشفى الموسى – أن 50% من الأمراض النفسية تبدأ في سن المراهقة والشباب، ولكن للأسف لا يتم تشخيصها أو علاجها بالشكل الصحيح.

وأضاف أن تعرض الطفل في سن مبكرة لصدمات نفسية وأزمات مثل الاعتداء اللفظي والجسدي والجنسي أو معاناته من بعض المشاكل الصحية في سن مبكرة، أو معيشته في وسط غير آمن كمخيمات اللاجئين ومناطق الحروب والأزمات؛ يجعل معدل إصابته بالاضطرابات النفسية والجسمية مرتفع جدًا سواء في مرحلة المراهقة أو البلوغ وقد تستمر معه لمراحل متقدمة من العمر.

وذكر الدكتور شريف سعد خلال محاضرته بالمؤتمر أن الاكتئاب هو واحد من الأمراض الرئيسية التي تصيب المراهقين على مستوى العالم، ويُعد الاكتئاب الشديد نافذة لاندلاع 70% من الاضطرابات النفسية الأخرى التي قد تشمل القلق والوساوس وتعاطى المواد المخدرة أو الشيزوفرينيا، كما أن اضطرابات الأكل هي أحد أهم المشاكل المنتشرة بين هذه الفئة العمرية أيضًا.

أوضحت الأخصائية النفسية بمستشفى الموسى فاطمة العلي خلال محاضرتها والتي كانت بعنوان (الانتحار هو الحل) ضخامة حجم هذه المشكلة، حيث أن العالم يفقد شخص كل 40 ثانية بسبب الانتحار، مشيرة إلى أهمية مناقشة المراهق في مشاعره وأفكاره وتقديم يد العون والمساعدة المتخصصة عن طريق العلاج النفسي بكافة أشكاله.

كما تحدثت أمنية الشهيل – الأخصائية النفسية بجامعة الملك سعود للعلوم الصحية – عن الصحة النفسية للطلبة وتحديدًا في الجامعات عن الضغوطات التي يعانون منها وكيفية مساعدتهم.

وركز المؤتمر في هذا الصدد على أهمية الوقاية والتي تأتي من خلال فهم السيكولوجية ومعرفة العلامات المنذرة للاضطرابات النفسية عند المراهقين، كما أوصى بضرورة التعاون بين الأسرة والمدرسة والمؤسسات الصحية المتخصصة والمؤسسات الاجتماعية لخلق ثقافة مجتمعية صحيحة تساهم في مستقبل أفضل للشباب والأسرة والمجتمع ككل