بلد هو الوحيد الذي يناجي السماء، بيت الله هنا نتعبد الله حواليه نخدمه نحميه نعمره بالذكر والشكر، وفوقه مباشرة (بيت العزة) في السماء الدنيا تعمره الملائكة، وبين البيتين تدرج جبريل عليه السلام حاملا شذا عرف السماء، وشرف الوحي العظيم، فلم يتجه تلقاء الإنديز
ولا الهملايا ، ولم تأخذه تعاريج هضبة الأناضول ولا أدغال إفريقيا ولا جزر شرق آسيا الساحرة ، ولا منتجعات أوروبا والأميريكتين، وإنما توجه تلقاء أولي بأس شديد ، قلوبهم بسعة الصحراء ، وهاماتهم تطاول الجبال، وإن هبوا ستروا العدو ومسحوه كما تفعل كثبان الرمال!! واجتمع الصفاء والنقاء ، والعلم والحلم والحكم في شخص (محمد) صلى الله عليه وسلم ، فكان خاتم الأنبياء والمرسلين ، ومعه أشرف الأنساب وأعلى الأحساب ، والأشجع على مر التاريخ، الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- ، تعطرت وهادنا بالوحي ، وتدثرت بأجنحته الستمئة، وسقاها عرق ودم المجاهدين ناشرين عقيدة الله ، ومعلنين مولد خير أمة أخرجت للناس ، وتواصلت رحلة البشرية، حتى عادت جزيرتنا مرتعا للضلال والجهل والخرافات، واستمرت كذلك بمباركة القوى العالمية والإقليمية، والتي التقت على وأد كل من يدعو إلى شرعة الحق وإلى وحدة الأمة.
وشاء الله أن يخرج من رحم المعاناة من أعز الله بهما دينه الشيخ محمد بن عبد الوهاب، والإمام محمد بن سعود – يرحمهما الله-، والتقيا على المحجة البيضاء، وعملا تحت جناحي اادين والسلطان منذ(٣٠٠)سنة تقريبا(١٧٤٤ م) ومع شروق وغروب الشمس تعدد الأبطال الذين صالوا وجالوا حتى آلت الراية إلى مؤسس الكيان الحالي الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن إل سعود- يرحمه الله- فارتفعت الصروح ، وتنامى الطموح، ليصل مداه في عهد الحزم والعزم سيف الدين وغمد الأصالة والجزالة ، خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز إل سعود، وولي عهده أمير الحكمة والمعرفة – وفقهما الله ونصرهما- فامتدت الخطوة(٣٠) سنة، وأصبحت سعوديتنا تستقطب (١٥%) من أهم العقول العالمية، وتصدرت دول المنطقة بمسلمها وكافرها ومنافقها، اقتصادا وعلما وقوة، واطبقت( ١٠٠) طائرة حربية على رؤوس الملالي وأذنابهم في صنعاء العز والتاريخ، فيما كان (ظريف) المجوسية يحتسي نخب كأس الاتفاق النووي ، والتمدد الصفوي على عواصم يعرب مع نخبة باعثي الفوضى الخبيثة ومنظري العصرنة، فانكسرت الكؤوس في أفواههم، وتلعثمت كلماتهم ليعلن من رياض القرار نصرة الجوار ، وتقطيع أصابع التفرس والتخرس فجن جنون الأعداء ، وكادوا صباح مساء ؛ لإيقاف هذه العجلة، وتحويل البوصلة ، فكانت لهم حجة خاشقجي (جيت) موعدا مناسبا فعلت الأبواق وتقافزت الأراجيز ، ولنا فقط الحقيقة والحق ومن هنا نعلن كشعب لا نتوارى حين نبارى قائلين:
ولي أمرنا الحبيب: أنت الروح في جسد شعبك، والعقل في بدن أمتك، والملاذ في دهاليز عالمك، فامتشق سيفك، وامض بكيفك ، فنحن حدك، والثريا غاية مجدك، ماهمنا المرجفون ، ولا هز شعرة منا المنتفخون فهم أقزام عراة يروننا بعين طبعهم، وهيهات هيهات أن تقع السماء على الأرض قبل يوم القيامة.
التوقيع:
جند الله من شعبك وطوع أمرك فوق كل أرض وتحت كل سماء.