لا يخفى على الجميع أن منصات التواصل الاجتماعي لها أهمية كبيرة في الآونة الأخيرة في مجتمعنا على جميع المجالات، فهي بدأت على أنها منصات للأفراد يبثون فيها ما يحلو لهم بطريقة شخصية وآمنة بطرق مختلفة فمنها ما هو مخصص للصور ومنها ما هو مختص بالصور ومنها ما يدعم الفيديو بطريقة سريعة وسلسلة تواكب هذا التطور التقني الكبير الذي نعيشه حالياً.

هذه المنصات ومنذ أن بدأت وهي تسعى للتطوير المستمر الذي يجعلها في القمة وتجعل مستخدمها يستفيد منها بأكبر صورة حتى أصبحت في الوقت الحالي مجالاً للكسب المادي الكبير للشركات والأفراد وفِي أسرع وقت ممكن.

هذا التطور انتقل من الكسب المادي أو إن صح التعبير من (البزنس) إلى أمر آخر وأكثر أهمية في نظري وهو يتمثل في تطور الأجهزة الحكومية والشركات والسعي منها لمواكبة هذه المنصات والإستفادة منها بأكبر قدر ممكن في وصولها للفئة المستهدفة لديها من خلال الإتفاق بينها وبين شركات متخصصة يكون عملها وجل اهتمامها هو قياس مدى وأثر هذه الأجهزة الحكومية والشركات في منصات التواصل الاجتماعي وكيفية الوصول إلى عملائها ومن يستفيد من خدماتها وإيصال المعلومة في أبهى صورة وبأسهل طريقة ممكنة من خلال التصاميم التي تجذب المتلقي وكذلك عمل الفيديوهات القصيرة وبطريقة حديثة والقصد هنا طريقة (الإنفوجرافيك) وهي في الغالب لا تتعدى ٣٠ ثانية ويتم فيها إيصال المعلومات بطريقة مشوقة لا يمل منها المتلقي وتجيب عن جميع أسئلته في هذا الفيديو والأمر كذلك في منصات التواصل الأخرى.

هذه المنصات وبما تقدمه أفادت كثيراً الأجهزة الحكومية وطريقة عملها فأصبحت كل جهة تسعى إلى التميز عن غيرها في طرح التغريدات أو الصور أو الفيديوهات المصاحبة لها إضافة إلى سعيهم في الوصول لعملائهم بأسرع طريقة وأسهلها وما يثلج الصدر أن هذا التحدي بين الأجهزة تطور إلى سرعة الردود وكيفيتها في هذه المنصات والتي تصُب مصلحتها في المقام الأول لعميل هذه الجهة الذي استراح من الطرق القديمة التي تستوجب حضوره للجهة أو الإتصال بها لمعرفة معاملته أو الاستفسار عن أي أمر قد يصعب عليه.

إن من ضمن أهداف المملكة 2030 أن تطور الأجهزة الحكومية من عملها وترفع من كفائتها وأن تسَهل وصول عملائها لها وتخدمهم بأفضل صورة إضافة إلى المشاركة المجتمعية وبطريقة فاعلة ولا يسمح المجال لذكر جميع الأهداف هنا.

في الختام:
إن منصات التواصل الاجتماعي ساعدت كثيراً الأجهزة الحكومية للإبداع والوصول لعملائها وأهدافها وبطرق مختلفة وانتقلت من مسار عُرف عنه عدم الإبداع والتباطئ في العمل إلى مسار متميز ينافس فيه القطاع الخاص وقد يتفوق عليه.