يمثل الخامس من أكتوبر في كل عام اليوم العالمي للمعلم، والذي اختير لإحياء ذكرى توقيع التوصية المشتركة المتعلقة بأوضاع المعلمين، والتي مازالت تئن من شح المياه وعجف السنين.

يوم المعلم ارتبط بتكريمه، وتتويجه على منصات التقدير والثناء الجميل، وبين منصات التكريم وتعب السنين تشتاق الأنفس لتقدير حقيقي بعيد عن ” عملية اليوم الواحد ” فيما لايزال بعض قادة المدارس بسوء تقدير منهم يجمع في يوم تكريم المعلم كل شاردة وواردة لتكريم جميع منسوبي المدرسة دون استثناء، حتى لايبقى للتقدير عنوان، ويظل المعلم بين قائد مفلس وآخر غني أحدهما لايثمن عطاءه والآخر يجمع الأفواه على وليمته.

سبحان الله ” أحشفًا وسوء كيلة!! لنُبقي شيئًا مختلفًا من التمجيد لهذا البطل ، لهذا المناضل في ساحات المجد، فالأنفس تتوق إلى تثمين الجهود وإعادة الحقوق، ورفع المعنويات، وتحفيز الطاقات، فكيف نجني من الشوك العنب، وبين فينة وفينة تطوله الأيدي، وتنتقص من قدره الألسن، وإن بات واضحًا الالتفات نوعًا ما إلى ترميم ماتهدم من نفسيته ومعنوياته.

وتتوالى رسائل الترميم لهذا الكيان حين تبنت لجنة التعليم بمجلس الشورى توصية تدعو وزارة التعليم إلى إعداد برنامج وطني لرفع معنويات المعلمين والمعلمات، وتعزيز إنتمائهم لرسالة التعليم،كما يعاود مجلس الشورى فتح ملف بند ١٠٥ لمعالجة الوضع الراهن وإنهاء معاناة أكثر من ١١٧ ألف معلم ومعلمة، واحتساب سنوات خدمة من عملوا على البند المشار إليه، ثم يأتي قرار الوزارة بعدم نقل راتب المعلم على التأمينات الاجتماعية رسالة أخرى لترميم ماتصدع من هيكله وبنيانه.

قد نختلف في تصنيف المعلمين، وتقييم جهودهم، واختلاف مستوياتهم وعطائهم، لكن لعلنا نتفق أن المعلم يبقى الركيزة الأولى ولبنة الأساس، التي لابد أن نوليها الرعاية والتحفيز، فعليه تُبنى العقول، وبه نسوق المجد إلى الأرض الجرز، فأي تاريخ تليد وحضارة قائمة إذا تصفحت مجدها ونقبت في مآثرها وجدت المعلم على رأس الهرم، وقمة المفاخر، بل وجدته أول البدايات، وآخر النهايات، وجدته هامة وقامة لا تسبقه المناصب، ولا تتقدمه الوسائط، ولا تتساوى مع جوده أكف الندى والمفاخر، بل تتسابق الوجوه معه لنيل المحامد، وتثني عليه الألسن بذكر محاسنه والمناقب.