إن نفع الناس والإحسان إليهم، ومشاركتهم همومهم وأحزانهم، والتخفيف مِن آلامهم ومصائبهم؛ لهو مِن أعظم أسباب انفتاح القلوب، والإقبال عليها فقد أمر الله تعالى بالعدل والإحسان، وحسُن القول والعمل في معايشة الناس ومعاملتهم؛ فينتج عن ذلك النفع للناس والإحسان إليهم أعظم الثمار مِن إشاعة الخير والتراحم وصفاء القلوب بيْن الناس، هذا التراحم جبلت عليه النفس السوية أياً كان مظهرها أو جوهرها.

أغلب الناس يعتقدون أن الخير مرتبط بشكل الشخص وهيئته وتناسى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “أَحَبُّ النَّاسِ إلى اللهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، يَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ يَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ يَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا” لم يربط الحديث مواصفات محددة لهؤلاء الأشخاص أو لمهنتهم أو لقصورهم في أمور معينة ولعلي أقصد في حديثي هذا الفنانة أحلام التي تسعى وبكل قوة في مساعدة الناس وهذا ما ظهر جلياً في مواقع التواصل الاجتماعي وأنا متأكد أن هذا قليل من كثير وأنها أجبرت لإظهار مساعدتها لبعض الناس وفك ضائقتهم بحكم طريقة هذه المواقع.

ما تقوم به أحلام من السعي في فك كرب الناس لا يستطيع أن يقوم به الكثير وإذا قاموا به سعوا لإفصاحه بشكل كبير لكي ينهال عليهم المدح ويظهروا بمظهر الأبطال.

نحن بلينا ببعض الأشخاص الذين يحبون أن يظهروا ما تقدمه أيدهم من مساعدات للغير وهذا مخالف للأية الكريمة “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فالمن في الصدقة أمر خطير يغيب عن الكثير ويذهب أجر هذه الصدقة التي من المفترض أن تكون خالصة لله بدون رياء للناس.

قد يخالفني الكثير في الرأي ويتطرقون لموضوع أنها فنانة ومتبرجة وأن ما تقدمه مخالف للدين وهذه في وجهة نظري أسباب واهية يضعونها شماعة للتقليل من عمل الخير ومساعدة الناس، فكل شخص لديه من القصور الكثير ولكن هذا القصور لا يمنع أن يفعل الناس الخير ويسعون في قضاء حوائجهم فما أدري ولا تدري ما العمل الذي قد يدخلنا الجنة مع قصورنا الكبير في كثير من أمور الحياة، فما يعلم بخفايا القلوب إلا الله وهو الذي سيحاسبنا على أفعالنا ونوايانا لا البشر فافعلوا الخير مهما صغر فما تدري ما العمل الذي يشفع لك يوم القيامة.

يا أحبتي لا تحتقروا الخير في أعمال الناس مهما صغرت بسبب وجود بعض الأخطاء الظاهرة فقد تكون أعمالهم أخير من أعمالكم عند الله.

في الختام شكراً للفنانة أحلام ولغيرها من المشاهير الذين يسعون وبكل حب واحترام لقضاء حوائج الناس وإسعادهم.