لم تقف الإبل عند مكانتها الكبيرة التي احتلتها في نفوس العرب قديماً وحديثاً، كونها محور مهم في حياتهم قديماً، كمصدر للفخر والقوة، ووسيلة للنقل، ومصدراً للغذاء، وحديثاً فخر ومزايين وسباقات هجن، بل أنها دخلت عالم الموسيقى والأغنية العربية، حيث تغنى عدد من الفنانين بالإبل، فضلاً عن نظم القصائد الشعرية فيها.

وتغنى بالإبل أبرز المطربين العرب في العهد الحديث في التشبيه والغزل وكانت مقياسا ماديا يتجدد في كل عهد، كفنان العرب محمد عبده والمطرب العراقي الراحل ناظم الغزالي والفنان السوري صباح فخري، وكذلك الفنان العراقي كاظم الساهر، وحضرت الإبل في بعض أغانيهم الشهيرة، فكانت هي من تحمل العشاق على ظهرها، ومحطة الفراق والألم، ووصفا للجمال ومهرا غاليا للعروس.

وتغنى فنان العرب محمد عبده المطرب السعودي في أغنيته الغزلية الشهيرة الناقة المزيون حيث أظهرت في أبيات الشعر وصفا للجمال والغزل من خلال كلمات الأغنية.

الناقة المزيون .. الناقة المزيون في عيونها جمر خبا وسنامها محروق
عود الثمام عودي جف وبراه الشوق ربي يا معبودي تجعل ظلامي بروق

وفي العراق تغنى المطرب الراحل ناظم الغزالي عبر المقام العراقي الشهير في ابيات رسمت مشهدا دراميا لمفارقة العشاق ووداعهم بدموع وألم على ظهر الإبل من خلال كلمات المقام.

لما أناخوا قبيل الصبح عيسهم .. وحملوها وسارت بالدجى الإبل
يا حادي العيس عرج كي أودعهم .. يا حادي العيس في ترحالك الأجل

وكانت الإبل مهرا كبيرا وثمنا غاليا ووصفت حال عاشق يكتنفه الألم برحيل محبوبته تعذر علية دفع مهرها متحسرا في كلمات من التراث البدوي العراقي، حيث تغنى بها المطرب العراقي كاظم الساهر.
عايل يالأسمر عايل.. صبح ظعنكم شايل
ما أقدر على ثمنكم تسعين ناقة وحايل

بينما تغنى الفنان السوري صباح فخري في أبيات رسمت فرحة وصول عاشق لمشارف منزل محبوبته، مطالبا سائق الإبل بالوقوف على باب منزل محبوبته بكلمات كانت مشهدا صوريا للقاء.

هذي المنازل أنخ يا سائق الإبل وانزل بعيسك بين البان والأســل
وانشد فؤادا غدا صبا بين الظبى صرعته آســهم المقل

ورغم اختلاف الزمان ومتغيرات العصر إلا أن الإبل حافظت على مكانتها بين العرب، بل كانت موضعا للقصيدة والحكاية، وحظيت بمكانة كبيرة بسبب دورها الكبير على مر التاريخ العربي الأصيل.