قال المستشار والباحث في الشؤون الاجتماعية الأستاذ سلمان بن محمد العُمري، إنه يجب معالجة آثار الطلاق أسريا ومجتمعياً، حيث أننا أمام تزايد مستمر في نسبة هذه الظاهرة في المجتمع ووفق إحصائيات وزارة العدلِ، مشيرًا إلى أن ظاهرة الطلاق مشكلةً اجتماعيةً تحتاجُ إلى المزيدِ من الدراساتِ العلميةِ الميدانيةِ لمحاولةِ الحدِ من تفاقمها، وتتطلّبُ ضرورةَ تظافُرِ كافةِ الجِهود الحكوميةِ والأهليةِ والخيريةِ أفراداً وجماعات للإسهامِ في معالجةِ مشكلات تزايد الطلاق في المجتمع.

وأضاف المستشار في لقائه في ” منتدى العمري الثقافي ” ، أن الطلاقُ ظاهرةُ اجتماعيةُ لها جذورها التاريخية وقد سادت لدى الأمم القديمة، واتخذت صوراً وأشكالاً مختلفة، وغلب عليها الظلم وعدم الإنصاف والفوضى.

وأوضح ” العُمري ” ، لقد شهد المجتمع السعودي والمجتمعات الخليجية كغيرها من المجتمعات تغيرات واسعة في العقود الأخيرة أثرت في بنيتهما الاجتماعية والثقافية والاقتصادية بعد تسارع معدلات التغير الاجتماعي نتيجة عدة عوامل كانتشار وسائل الاتصالات والمواصلات الحديثة، وتكوين المجتمعات الحضرية، والتحول إلى حياة المدن، والتعليم والعمل في أدوار مهنية جديدة، وانفتاح المجتمع على ثقافات أخرى.

وحدد العمري سلبيات الطلاق وتأثيره على نفسية الزوجة أشدُ منه على نفسيةِ الزوج، ولعل أشدّ ما تعانيه المرأةُ هو قسوةُ نظرةِ المجتمعِ إليها، فتبقى أسيرة القيودِ الاجتماعية تعاني الأمرين، ومن المشكلات الأخرى التي قد تلحقها كمطلقة فِقدانُها الموردَ الاقتصادي الذي كان يوفره لها الزوجُ وبذلك يضيقُ مجال مصروفها، ويتردى مستوى معيشتها فتشكل عبئاً ثقيلاً على عائلتها وخاصةً إذا كانت عائلتها تعاني من ظروفٍ اقتصاديةٍ سيئةٍ مما يجعلُها تلجأ لطلبِ المعونةِ من مراكز الإعانةِ الاجتماعية والهيئاتِ الخيرية وهذا في حد ذاته يزيدُ من عذابِها النفسي فتصابُ بروح اليأسِ والاكتئابِ… وتصبحُ عرضةً للانحرافاتِ السلوكية وتعاطي المخدرِات والبغاءِ أو محاولة الانتحارِ.

كما تناول آثار الطلاق على الزوج، وقال: يعاني الرجلُ كذلك من تجربةِ الطلاقِ معاناةً سلوكيةً تنعكسُ سلباً على حياتهِ وأدائه لمختلف نشاطاته فتضعف إنتاجيتهُ بسبب التشتتُ الذي يُصيبه، كما يضعفُ وضعه الاقتصاديَ فيعجزُ بذلك عن الالتزامِ بدفع ديونهِ بما في ذلك الديونَ المترتبةِ على مهر الزواج الفاشل بدفع نفقات الزوجة والأولاد، وبذلك يتولدُ لدى الرجل فكرةً سيئةً عن الحياة الزوجية قد تؤثرُ في حياتهِ المستقبليةِ بكاملها وبخاصةٍ إن فكر في الزواجِ مرةً أخرى، حيث يبقى فشلهُ الأول مصدر خوفٍ وقلقٍ قد لا ينتهي أبداً.