أمّ الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، المصلين لصلاة العشاء من محراب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسجد النبوي.

وألقى السديس، كلمة عقب الصلاة قال فيها: ” بنيت هذه الشريعة على اليسر ورفع الحرج يقول الله عز وجل (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) وقال سبحانه : (وما جعل عليكم في الدين من حرج) ومن نعمته سبحانه أن منّ علينا بوجود الحرمين الشريفين والبقعتين المقدستين والمسجدين الفاضلين المسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن فضل الله سبحانه وتعالى على الحرمين الشريفين أن هيأ لها ولاة الأمر منذ عهد الإمام المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله وإلى هذا العهد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله وسمو ولي عهده الأمين – حفظهم الله – الذين يولون الحرمين الشريفين كل الرعاية والاهتمام والعناية الجليلة فجزاهم الله خيراً.

وتابع، أن من نعم الله سبحانه وتعالى على هذه البقعة المدينة النبوية المنورة أن هيأ لها أميرها الموفق المسدد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله للاهتمام والحرص والمتابعة لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل ما يهم الزائرين للمسجد النبوي ، ومن هذا مقترحه المبارك على أن تكون صلاة الإمام من محراب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذا الإجراء المبارك المبني على مقتضيات النصوص الشرعية والمقاصد والقواعد المرعية في إحياء محراب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الروضة الشريفة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم ( ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ) نسأل الله أن يمنّ عليكم بالقبول والتوفيق وهذا الإجراء المبارك في سداد الرأي وبعد النظر وتحقيق المصالح ودرء المفاسد ومن ذلك التيسير والتخفيف على المصلين في المسجد النبوي وعلى الزائرين والمسّلمين على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأوضح السديس، أن منطقة السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرغت تفريغاً كاملا المنطقة من باب السلام غرب المسجد النبوي مرورا بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ثم الخروج من باب البقيع بكل انسيابة ومرونة ويسر وسهولة وأمن وأمان واطمئنان كل ذلك حرصاً على أن يؤدي المسّلمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضوان الله عليهما بكل يسر وسهولة وألا يكون هناك زحام ولا تدافع ، وإنما تراحم لا تزاحم ، لاشك أن هذا من المقاصد المهمة التي وفق إليها ، فنحمد الله تبارك وتعالى على ماتم من هذه النعم المبنية على مقتضيات الشريعة وعلى أنظمة تسعى للتيسير على زائري مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ” .

وقال: إن واجبنا أيها الأخوة أن نتعاون مع ولاة أمرنا ورجال أمننا اللذين يحرصون على استتباب الأمن في المسجد النبوي وعلى سلامة زائريه ليؤدوا الزيارة على وفق مقتضى الشريعة وما كان عليه الهدي النبوي وما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم في حرصٍ على المعتقد الصحيح ولزوم السنة القويمة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا شك أن هذا من النعم العظيمة التي ينبغي أن نحرص عليها ، وأن نحرص على إظهار الصورة المشرقة للمسلم والنموذج المشّرف للمجتمع المسلم الذي يصلي في المسجد النبوي ووسائل النقل والإعلام تنقله إلى العالم لنقول للعالم هذا ديننا دين الأخّوة والمحبة والرحمة والوسطية والاعتدال والله عز وجل قال عن نبيه عليه الصلاة والسلام : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وقد وجد ولقي ولله الحمد والمنّة هذا المقترح المبارك في التوسعة على الزائرين القبول زائري مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ومن علماء الشريعة وهذه الدولة المباركة لا تقترح اقتراحا ولا ترى رأي إلا وتعرضه على أهل العلم المعتبرين ومنهم الأئمة الفضلاء الذين أثروا هذا المقترح وأيدوه .