عبر كل مخلص في سعوديتنا الغراء عن مشاعر الغبطة والسرور شعرا
ونثرا، بمناسبة يومي ٨٨ الوطني ، لقد سرني القول كثيرا، وضرني الفعل
قليلا، ولكني على ثقة في قدرة سادتي على سن قوانين تكبح جماح
الفاسقين عن نمط ديني وعاداتي وتقاليدي فقد كسحوا أطراف السعالي
وشياطين خنزب الضاحية وأفاعي حوث بوث، وحالوا دون سقوط الأمة ولهذا سأتجاوز عن كل شيء عبر الكلمة التالية والتي أدعو أحد أبنائي لإلقائها لانشغالي بما هو أهم:
لست من الأرض ، فلم تلدني الطبيعة ، إني مزيج من ضياء وظلال
وسيوف ونخيل، ورعود وبروق وسحاب وصهيل، أمي الشمس، وأبي الشرف العظيم ، والناموس القديم؛ لذلك اختارني الله ليكون أول لقاء
بين القمة والقاع على ثراي، وأجرى الطوفان ليغسل ما حولي من أدران المعتقدات، ودفن بين كثباني الملل والنحل، وأمطر علي مطر التوحيد الصافي، فأنا نبع العقيدة الطاهر، ومأرز السنة الظاهر، احتضنت أفضل البشر محمدا صلى الله عليه وسلم، وأصحابه الهداة المهتدين، وحويت
أول بيت في الأرض لعبادة الله يتعاودني النساك راكعين ساجدين، وأفاض الله من بطني طعام طعم وشفاء سقم، ثم ظللني بأجنحة جبريل غليه السلام يلقي الروح من أمره على سيد الثقلين وإمام الأنبياء، فكنت التقاء شفتين ، وملمس قلبين ، لقد مرت بي فتن سود كالليل المظلم ، لم أفقد ثقتي في فلذات كبدي ، ولما بدأ اليأس يدب في جسدي من فرقة ولدي ، ذرفت دمعة حراء حزنا على ما أرى وأسمع
وقبل أن تحرق خدي تلقفها ابني الأسد الجسور ( عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود-يرحمه الله وأعوانه وأموات المسلمين-) ولملم أطرافي وكحل مآقي العينين ، وأعلن عودتي لسيادة الدنيا، ومنذ ذلك اليوم المجيد(١٣٥١ للهجرة) وأنا من ألق إلى ألق، ومن إنجاز إلى إعجاز
وكلما عاودني الحنين أهز جبالي ووهادي وأدعو السهل والوادي وأنادي بأعلى صوت:( الملك لله ثم لآل سعود) وأعطي الإذن بإعلان الفرح والمرح ، وأنا اليوم في غاية العز ومنتهى الجاه والسلطان أزيد والأقران والأنداد ينقصون، أمارس فنون التجارة وهم يفلسون -لله الحمد والمنة-
وأبشر ولي الأمر سلمان الهامة والقامة بفائض في شراييني وأوردتي يفوق العالمين ، ويدنيني من السماء وحدي، وأشد على يد ولي العهد الأريب اللبيب لتحقيق رؤيته لي وأزف لمقامه خبر تجاوزي نصف المشوار نحو منصة قيادة الكون، ولا أنسى أهلي ورجال أمني وجيشي وكافة شعبي سلما وحربا فأقول:
نصر الله يلوح، وعلى سواعدي عظيم الصروح، فامضوا بأمان واعملوا بإخلاص ، وغدا نلتقي على ذات الموعد (مولدي) يرعانا الله جميعا ويسدد خطانا.