كانت كل الصفات الحسنة تتمثل في ” السيدة الأولى ” في عصر الملك المؤسس، وكاتمة أسراره وملهمته في استعادة الرياض قبل 121 عامًا، الأميرة نورة بنت عبدالرحمن آل سعود، التي كانت تكبر شقيقها بعام واحد، ولدت في مدينة الرياض عام 1875م وتزوجت عام 1905م من الأمير سعود بن عبد العزيز الكبير.

وأنجبت منه الأمير محمد بن سعود الكبير الملقب بـ ” شقران ” ، كما أنجبت الأميرة حصة، والأميرة الجوهرة التي تزوج بها الملك فيصل، وكانت نورة بعد سنوات من استقرار الأسرة في الكويت عاملاً مهماً في شحذ همة أخيها عبد العزيز في السعي نحو استعادة مُلك آبائه،

وعند خروجه لاستعادة الرياض بكت أمه، ولكن قالت الأميرة نورة: ” لا تندب حظك؛ إنْ خابت الأولى والثانية فسوف تظفر في الثالثة، ابحث عن أسباب فشلك؛ فالرجال لم يخلقوا للراحة”؛ وهو الأمر الذي انتهى إلى نجاح عبد العزيز ذلك النجاح المعروف تاريخيًا.

وكانت عامل ترابط بين آل سعود عندما وافقت على الزواج من سعود بن عبد العزيز بن فيصل بن تركي والملقب بسعود الكبير؛ فوفقاً للمعلومات التاريخية فإن الأخير كان على خلاف مع أخيها الملك عبد العزيز، وفي هذا الصدد كان زواجها هذا أسمى رمز للمصالحة بين عبد العزيز وأبناء عمومته.

وأوكل إليها الملك عبد العزيز باستقبال ضيفات البلاد؛ حيث يتوافد على المملكة الكثير من النساء المهمات، خاصة في موسم الحج، ولا تكاد تأتي امرأة ذات شأن إلا وكانت زيارة قصر نورة من ضمن برنامجها التي تقوم بدورها بتقديم الضيفة لزوجات الملك عبد العزيز وبناته والكبيرات من الأسرة المالكة، وكان الملك يتابع قيامها بهذه المهمة ويحرص على ذلك، وكانت بدورها تحرص على عدم الإخلال بهذا الواجب.

ورحلت الأميرة نورة عن عمر يناهز السابعة والسبعين في شوال 1369هـ/ يوليو 1950م؛ بعد أن أصابها مرض لم يشخصه الأطباء، وبقيت تصارع المرض عامًا كاملًا إلى أن أسلمت الروح ودفنت بمقبرة العود بالرياض.