نعيش اليوم ذكرى مناسبة غالية علينا جميعاً، ذكرى اليوم الوطني السعودي (الثامن والثمانون)، يوم ميلاد دولة الإسلام والعدل والمحبة والسلام، المملكة العربية السعودية.

لقد كان الواحد والعشرون من شهر جمادى الأولى لعام (1351هـ) الموافق للثالث والعشرين من شهر سبتمبر لعام (1932م)، يوماً مجيداً وعلامة فارقة في تاريخ المجتمع الدولي، أشرقت من غرّته شمس تاريخ وطنٍ عظيم، توحّدت فيه أرجاؤه، وتلملمت به أشلاؤه، ومن محراب الشريعة الإسلامية السمحة الوسطية انطلقت مسيرة بنائه وتطوّره ونمائه.

إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن نستذكر جميعاً تاريخ هذه البلاد الطاهرة، منذ أن أسس بنيانها، وجمع شتات أهلها، ووحّد على الكتاب والسنة جميع أقطارها، جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن (طيّب الله ثراه)، معلناً نهاية حقبة تأسيس المملكة وتوحيدها، وبداية مسيرة نهضتها وتطوّرها، فأرسى (رحمه الله) قواعد النهضة والبناء، وأقام دعائم التطور والنماء، مستشرفاً بحكمته ودهائه آفاق مستقبلٍ زاهر، ودولة رائدة عظيمة.

وعلى أثَره وخُطاه، سار أبناؤه البررة من بعده، فأبقوا راية التوحيد خفاقةً عليّه، ووثّقوا عرى العدل والمساواة، وشيّدوا صروح المجد والنجاح، وتشرّفوا بخدمة الحرمين الشريفين ورعاية ضيوف الرحمن، متفانين في نشر المحبة والسلام، ونصرة المستضعفين والمظلومين من المسلمين، ومد يد العون والمساعدة لجميع الشعوب المحتاجة في أرجاء المعمورة.

وها نحن ولله الحمد والمنّة، نعيش الذكرى (الثامنة والثمانين) لليوم الوطني السعودي، في عهد قائدٍ حازم وملكٍ عازم، ذلّل بحزمه العقبات، واختصر بعزمه المسافات، فأنار لوطنه وشعبه الدروب، وجمع على محبته المشاعر والقلوب. يعينه ويسانده ولي عهده الأمين، حامل لواء التطور والبناء، والتقدم والرخاء، لترفل المملكة في ثياب العزة والزعامة، وينعم شعبها الكريم بوافر الأمن والكرامة.
ويطيب لي بهذه المناسبة الغالية، بالأصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي منسوبي القوات الجوية، أن أتقدم بخالص وأصدق التهاني والتبريكات لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (أيده الله)، وإلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع (يحفظه الله)، وإلى كافة الشعب السعودي الكريم، بمناسبة حلول ذكرى اليوم الوطني (الثامن والثمانون).
إن ما تشهده المملكة من نهضة شاملة، ونقلة نوعية مذهلة على جميع الأصعدة وكافة المجالات، لم يكن إلا بفضل قيادةٍ رشيدة وخططٍ مدروسة وحكيمة، ألقت بظلالها على تطوّر قواتنا المسلحة بجميع أفرعها، وخاصة القوات الجوية، والتي تحظى بدعم لا محدود ورعاية كريمة من لدُن سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد (حفظهما الله)، إلى أن أصبحت – بعون الله – قوةً جوية يقظة، قادرة على الدفاع عن أمن وسلامة أجواء المملكة وحمايتها من أي إعتداء، ومؤثرة في أي وقت وتحت أي ظرف، لتساهم وبكل إقتدار مع أفرع القوات المسلحة الأخرى في توطيد حرية وإستقرار وطننا الغالي.
وإحتفالاً بهذا اليوم المجيد، يسر القوات الجوية الملكية السعودية أن تشارك في إحتفالات اليوم الوطني لهذا العام، مشاركة إستثنائية مختلفة، تتمثّل بعدد من الطائرات المقاتلة والمساندة التي تم طلاؤها خصيصاً لهذه المناسبة، إضافة إلى استعراض جوي يقدّمه “فريق الصقور السعودية”، والذي يضم نخبة من الأطقم الجوية السعودية البالغة – بحمد الله – أعلى درجات الاحترافية.
إن مشاركة القوات الجوية الملكية السعودية في إحتفالات اليوم الوطني، ما هي إلا تعبيرٌ عن بهجة وسرور منسوبيها بهذه المناسبة الغالية، وتعريف بإمكاناتها الكبيرة وقدراتها الهائلة، وإظهار الصورة المشرقة المشرّفة لما وصلت إليه قواتنا الجوية الباسلة من كفاءة عالية وجاهزيّة مذهلة.
يحق لنا جميعاً أن نفتخر ونعتز بإنجازات وبطولات جميع أفرع قواتنا المسلحة، وما يسطره جنودنا البواسل من تضحيات وشجاعة وإقدام، حفظوا بها مقدسات ومقدرات الوطن، وأمّنوا حدوده وأراضيه، وردعوا المعتدين وردّوا كيد الكائدين، ليبقى وطننا حراً أبيّاً آمناً مطمئناً على مدى الدهر – بحول الله وقدرته -، مجددين جميعاً البيعة والولاء لسيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على السمع والطاعة، وأن نفدي الدين والوطن بأرواحنا وكل ما نملك.
ختاماً، أسأل الله العلي القدير أن يديم على وطننا الغالي أمنه وأمانه وإيمانه، وأن يحفظ ولاة أمرنا، وينصر جنودنا ويرحم شهداءنا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.