يعود يومنا الوطني والمجد أثيل، والوطن وجه جميل، والروض خميل ونهر الخير طويل، فتهتز أرواحنا وتقشعر أبداننا عزا وفخرا، ولا أملك أمام هذا الحضور الطاغي إلا القول:

عشقي سعوديتي والنور يأتلق
فجر ضحوك دنا كالضوء ينبثق
أنشودة لحنها الأسياف في صخب
فرسانها خيلهم ما نالها الرهق
تخطو على البيد خطى من وقعها حفرت
أخدود مجد به نجري ونستبق
هز الدنى مجدنا من مثلنا كتبوا
تأريخهم حاضرا تزهو به الحدق
من أمة خيرها من ربها أبدا
في دينها قوة أبطالها سبقوا
من أرضنا طافت الأنوار صاعدة
وافتر من حسنه ثغر بنا يثق
ربي رعى من سعى يبني لنا بلدا
في أمنه يحتذى مسكا سرى العبق
هم من أب أسس المجد الذي وقفت
من دونه الشمس كي تروي لمن لحقوا
عبد العزيز الذي لانت له قمم
من طولها لا يرى هاماتها الأفق
استوحشت قبله من ظلمة سكنت
أهدابها ما غفت حتى بدا الفلق
دانت له لهفة من ودها نقشت
في الربا أسطرا جاشت بها الورق
أرسى فلما استوى لبى نداء رب
أجرى له رزقه كالبحر يصطفق
في جنة الخلد يأوي بعدما خلدت
أفعاله حبرها ما جف يندلق
دالت سعوديتي طوعا لقسورة
من صلبه أكملوا ما فاق وانطلقوا
يمضي عظيم ويأتي بعده ملك
في بردة من سمو كفها الغدق
حتى تناهت إلى سلمانها فغدت
إيقونة من جمال زانها التسق
والعضد في ملكه ابن له وله
وجه شبيه بجد في المدى سمقوا
آل السعود الأولى هم في العلا شهب
حين تسري كل حي نورهم رمقوا
عهدا علينا كشعب أن يروا أسدا
تحمي حدودا تفي بالقول إن نطقوا
مني سلام لشعب مجده قدر
يمضون في جحفل ما رده الغسق
يشرون بالعمر موتا يرتدون به
ثوبا قشيبا يرى من تحته الشفق
ورعى الله قيادتنا وعلماءنا وحمى الجند والوطن وسدد الرمي إلى صدور ونحور وقلوب الأعداء ووفق رجال أمننا البواسل لمد ظل الأمن
والأمان على امتداد هذا البلد الأمين، وجمع كلمتنا ووحد صفنا
وأصلح لنا وبنا إنه تعالى نعم المولى والنصير.