في اول يوم دراسي للمرحلة الثانوية ، فكرت ان أذيب الحواجز بيني وبين طالباتي خصوصآ اني استاذة حديثة عهد بالمدرسة ..
بدأت اسأل عن هواياتهم .. توجهاتهم .. أهدافهم المستقبلية وأنا متأكدة اني سأحصد من أجوبتهم الشي الكثير وبالفعل حصل.
سأني ان البعض قد وصل الى هذه المرحلة العمرية و مازال يجهل نفسه تمام الجهل ولا اعلم من المسؤل عن كومة التخبط تلك..
بينما على الجانب الإيجابي لمست كمية ثقة وتخطيط مذهل و مواهب مثرية أجبرتني افتخر بكوني أقف معلمة لهذا الصرح الجبار..
فقررت -كالعادة- أن. اعرف السبب وراء التوهج هذا لـ اكتشف مصل النجاح لكل فرد في مجتمعنا ..
فسألت عن توجهات و مستوى تعليم أهاليهم لأني مدركة أن الوالدين لهم دور لا متناهي في خلق كاريزما ابنائهم لتؤكد لي طالبتي (عزه سعيد ) ادراكي..
عزه فكر عربي مبهر أراهن عليه بكل ما اواتيت من علم مع العلم انها بالصف الأول ثانوي !!
عزه أكدت لي ان العمر رقم و أكدت لي كل معتقد إيجابي كان يدور برأسي لما بدت تسرد اسماء وأعداد الكتب اللي قرأتها ، لما حكت لي قصة رواية اللجنة ، لما علمتني ان وقت فراغها قراءة لما ولما ولما …..الخ
خلاصة الحديث ان والد عزة دكتور ووالدتها معلمة لغة إنجليزية و كانت عزة تسرد سيرة فخرها العائلي بكل إسترسال وسلاسة وانا بداخلي اشكر هذان الزوجان على اختيارهما لبعض كـ كيان مثري مكمل لبعض لينتج جيلآ يحمل راية الإسلام علمآ وأدبآ وخُلقآ..
ثم بدأت اجمع معلومات حول التوجة العلمي لكل طالبه و والديها لـ أتيقن أنه من واجب كل فرد على نفسه أن يختار شريك حياته جوهريآ بعيدآ كل البعد عن التسطيح الساذج الذي لا ينتج سوى أوعية جوفاء تنضح سخف و جهل مدمر لأركان المجتمع الواعي الناجح ..
مقالي هذا قد يكون صرخة شعور أو رسالة نصح أو طلب إنسانة تسعى للرقي لا أعلم ولكن لُب ما أصبو اليه أن جذور عقولنا إما أن تثمر حنظلآ أو يقطينآ وبيدنا القرار إن وجهنا تلك العقول للصواب بتوسيع آفاقها علمآ و تعليمآ ، سفرآ و إنصاتآ لذوي الخبره ، وإنعكافآ على طيات الكتب لأننا أمه تحتاج إلى قوة والقوة لا تنبع إلا من علم فرحم الله بيوتآ كان و مازال أقصى همها تكوين أسرة لا ترضى إلا بالجد و المجد ..