تشكو معظم الأمهات، من عدوانية طفلها الصغير، وإقدامه على تكسير الأشياء، والعصيان الشديد، وعدم قدرتها على التحكم في تلك الخصال المزعجة.

وتؤكد الدكتورة سهام حسن الخبيرة النفسية، أن وصول الطفل لمرحلة العدوانية؛ يعني أنه ضحية لسوء معاملة من جانب الوالدين، وأنه دائم التعرض لعقاب بدني على أتفه الأسباب، كما أنه يعاني فقدان الحب والحنان من المقربين، خاصة الأهل

وتشير دكتورة سهام إلى أن تحويل الطفل من شخص عدواني إلى طفل هادئ الطباع، أو سويا نفسيا، أمر يحتاج بعض الوقت والصبر، لتعديل السلوك، مع اتباع النصائح التالية..

وتبين دكتورة سهام أهم طرق تخليص الطفل من عدوانيته في السطور التالية.

يجب على الأم أن تكتشف الأشياء التي تسبب عدوانية طفلها، خاصة أن الأطفال لا يكونون قادرين تماما على التعبير عما يضايقهم، فمثلا من الممكن أن يتضايق الطفل أو يغضب بسبب تأخر وجبة طعامه أو عدم لحاقه بمباراة كرة قدم.

على الأم مراقبة اهتمامات الطفل، ومعرفة ما يحرص دائمًا على البحث عنه، وإثارة الأسئلة عنه مثلًا لو اهتم طفلك بموضوع معين والبدء بطرح أسئلة خاصة بهذا الموضوع، وإصراره الحصول على الإجابات التي ترضيه، فيجب أن تقدمي له الإجابة الشافية، بهدوء وسلاسة.

يمكنك أن تحتفظى بمفكرة صغيرة تدونين فيها الأوقات التي يكون فيها طفلك غاضبا وعدائي خلال اليوم

– تجنبى العقاب البدنى أو الضرب، لأن معاقبة طفل غاضب بضربه أو الصراخ عليه سيزيد من عدوانيته ، كذلك إذا كان الأب أو الأم يريدان من طفلهما التصرف بمسئولية وهدوء فعليهما أن يكونا مثالا حيا على تلك الأمور .

يجب على كل أم أن تكون على دراية تامة بشخصية طفلها، لأن هذا يمنحها القدرة على توقع تصرفاته وتحركاته، فمثلا، إذا كان طفلك لا يجيد التعامل مع الظروف المفاجئة، حاولى أن تحافظى على روتينه اليومى.

يجب على أي أب أو أم ألا يتوقعوا من أطفالهم أشياء أو تصرفات هم أنفسهم غير ملتزمين بها، مع الوضع في الاعتبار أن الأهالي يجب عليهم الانتباه إلى كل أفعالهم وأقوالهم فأى ملاحظة حتى لو كانت غير مقصودة يمكن للطفل أن يسئ فهمها.

أن يكون الأهل قدوة لأطفالهم، أمر لا يعنى إخفائهم لمشاعرهم، فيجب أن يتمكن الطفل من رؤية أهله يتصرفون على طبيعتهم دون إخفاء للمشاعر أو المخاوف. فيجب أن يرى الطفل أن والده أو والدته يملكان الثقة والتحكم بالنفس اللذين يسمحان لهما بالتصرف بعقلانية حتى وهما غاضبان.

حاولي غرس روح التسامح والمحبة في نفس طفلك العداوني من خلال إظهارك التعاطف والدعم للآخرين عن طريق بعض الأعمال التطوعية وإشراك طفلك فيها، كالذهاب للجمعيات الخيرية ومشادعة المرضى والمسنين والأطفال الأيتام ، والتواصل مع الأهل والجيران وتقديم بعض الهدايا أو الحلويات معهم

أسلوب مكافأة الطفل على تصرفاته الجيدة أمر نافع جدا، وخاصة الأكبر سنا والذين قد يكونون لا يستطيعون التوقف عن تصرفاتهم أو ميولهم العدوانية.

فيمكنك أن تكافئى طفلك على سلوكه الجيد بالذهاب للحديقة أو الذهاب لمنزل أصدقائه للعب معهم

وفى نفس الوقت لا تعودى طفلك على إعطائه لعبة كلما فعل أمرا جيدا، مع الاهتمام بضرورة أن يشعر الطفل أن والديه فخوران به

نصيحة أخيرة، إذا كان طفلك لديه ميول تدميرية عدوانية ولم يؤثر فيه تدخل الأهل، أو أنه يبدو سعيدا بإيذاء الآخرين، فيجب عليك اللجوء للطبيب النفسي.