كثيراً ما يرد ذكر بعض العناصر الضرورية للنمو والصحة عند الأطفال ولكن بمقادير زهيدة وعلى رأسها الفيتامينات والمعادن، فيما يلي نعرض بعض أهم المعادن الضرورية عند الأطفال وأثر كل منها على النمو والصحة.
1- الزنك (التوتياء): هو من المعادن الأساسية في عملية النمو والتطور وجودة عمل جهاز المناعة، حيث إن نقصه يفضي لاضطراب عام في رد الفعل المناعي ومقاومة الإنتانات وله دور رئيسي في الإسهالات والالتهابات الرئوية خاصة المتكرر منها .
يحصل نقص الزنك عند من ينقص راتبه الغذائي المواد الحاوية عليه مثل اللحوم الحمراء بشكل أساسي، أو تزيد كمية الألياف والحبوب غير المقشورة في الغذاء، حيث تعيق مادة الفيتات والألياف الغذائية الزائدة عملية امتصاص الزنك من الأمعاء ، وغالباً ما نجد نقصاً في مواد الزنك في الأغذية المعطاة لصغار الأطفال في البلدان النامية .
كثيراً ما يترافق نقص الزنك بنقص الحديد بسبب تشابه العوامل المؤثرة بالامتصاص المعوي لكليهما ، وقد وصف نقص الزنك كخلل صحي في إيران ومصر منذ ثلاثة عقود خلت لأول مرة، وهو ما زال يشكل حتى اليوم مشكلة قائمة بذاتها في العديد من بلدان الشرق الأوسط .
وقد تبّين من بعض الدراسات أن إعطاء الزنك في المجتمعات التي ينقص فيها مهم جداً للتخفيف من إنتانات الأطفال الصغار والرضع .
2- الحديد : يعتبر فقر الدم بنقص الحديد سبباً أساسياً للأمراض ولربما الوفاة في معظم أصقاع العالم، حيث يترافق نقص الحديد بمجموعة واسعة من الاضطرابات المرضية والوظيفية في الجسم بما فيها تراجع الاستجابات المناعية الخلوية وتأخر التطور الروحي الحركي عند صغار الأطفال المصابين.
يبدأ نقص الحديد بالظهور عند العديد من الرضع في البلدان النامية مع حلول الشهر السادس من العمر، وهذا يمكن أن يؤدي لفقر الدم واضطراب النمو والتطور الجسمي والعقلي ولذلك فقد ظهرت العديد من التوصيات لتعزيز أغذية وألبان الأطفال والرضع بالحديد في البلدان النامية والمتطورة على حد سواء ، وخاصة للأعمار بين 6 و 9 شهور .
يوجد الحديد جيداً في اللحوم الحمراء والكبد وصفار البيض ، أما الخضار الورقية كالسبانخ والملوخية فهي تحتوي أيضاً على الحديد ولكن استحصال الجسم له من هذه النباتات أصعب وأقل، هناك بعض المواد الغذائية التي يساعد وجودها على امتصاص الحديد من الأمعاء على رأسها الحمضيات والعصائر الحاوية على فيتامين C ، وبالمقابل فإن تناول الشاي والقهوة يعيقان امتصاص الحديد حتى ولو كان الغذاء حاوياً له وكذلك الحال مع تناول كميات زائدة من الحبوب غير المقشورة (النخالة)، حيث إن مادة الفيتين فيها تعيق امتصاص الحديد والزنك أيضاً كما سبق ذكره .
3- السيلينيوم : وهو من المعادن الأساسية التي يحتاجها الجسم بمقادير زهيدة .
ووجوده ضروري لضمان وظيفة مناعة جيدة ، يؤدي نقصه لزيادة حدوث أو زيادة نوعه واستفحال بعض الأمراض الفيروسية خصوصاً .
يحتاج الأطفال هذا العنصر في جميع مراحل النمو، حيث يستمده الرضيع من حليب الأم بشرط أن يكون الوارد منه عند الأم كافياً من غذائها ، كما يحتاجه الأطفال الأكبر سناً أكثر بسبب مرحلة النمو السريع لديهم
أكثر ما تظهر أعراض نقص السيلينيوم عند الأطفال ممن لديه سوء تغذية البروتينات خصوصاً وكذلك بعض الأدواء الاستقلابية والوراثية .
4- النحاس: هو من المعادن الزهيدة الضرورية في الجسم لإتمام العديد من العمليات الاستقلابية وعلى رأسها استعمال الحديد في بناء الهيموجلوبين والتئام الجروح والعديد من أنزيمات الأخرى .
لا بد من التأكد من أن الطفل المصاب بعوز الحديد أو الزنك يتناول مقادير مناسبة من النحاس عند إعطاء الحديد والزنك في المعالجة .
وهناك معادن أخرى أقل وجوداً ولها أهمية مشابهة مثل المنغنيز والكروم والكوبالت وكلها تدخل بمقاديرها الزهيدة كعناصر متممة لعمل الأنزيمات لإنجاز الأعراض الكيماوية الحيوية والاستقلابية في الجسم ، ويبقى الغذاء المتوازن أساساً لعملية النمو والمناعة بشكل أساسي عند الأطفال .
________​
* استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة
بمستشفى الحمادي بالرياض