تعرض عبد الله البالغ من العمر 29 عامًا لحادث سير مُروع منذ 7 سنوات نتج عنه عدة إصابات في أماكن متفرقة من جسده، بدأ بعدها رحلة علاج طويلة وتنقل فيها بين أكثر من مستشفى حيث كان الألم رفيقًا ملازمًا له طوال الرحلة، وظل يشكو آلامًا حادة في منطقة البطن مع قيء متكرر طوال هذه السنوات السبع .

لجأ عبدالله مؤخرًا إلى مستشفى الموسى التخصصي بالأحساء، حيث أجرى له الدكتور محمد العوضي، استشاري المناظير والجهاز الهضمي عدة فحوصات اكتشف خلالها وجود تهتك بالجزء الأيسر من الحجاب الحاجز مع فتحة كبيرة فيه مَرَّ من خلالها المعدة والطحال والكلى اليُسرى لتتواجد كل هذه الأعضاء في التجويف الصدري واستقرت فيه بدلاً من البطن، وقامت بالضغط على الرئة اليسرى، مما أدى إلى انكماشها، إضافة إلى ضغطها على القلب وإزاحته نحو الجهة اليمنى.

على الفور تم تشكيل فريق متعدد التخصصات لوضع خطة العلاج والتخطيط للعملية الجراحية لإنهاء معناة عبد الله، ويقول الدكتور أيمن غنيم، استشاري مشارك جراحة القلب والصدر والذي استقبل المريض بقسم جراحة القلب والصدر: أجرينا اجتماعًا عاجلا ضم قسمي الجراحة العامة وجراحة القلب والصدر بالموسى، للتنسيق لعمل جراحة كبرى لإعادة أجهزة الجسم إلى وضعها الطبيعي، حيث أن طول الفترة الزمنية أدت إلى وجود التصاقات بين الأحشاء البطنية والأعضاء الصدرية.

وصرح الدكتور سعيد عبد الباقي، استشاري الجراحة العامة ورئيس الفريق الجراحي الذي أجرى هذه العملية بأنه تم عمل فتحة في الصدر لإزالة الالتصاقات ما بين المعدة وغشاء القلب، وأيضًا ما بين المعدة والرئة والغشاء البلوري لها، مع اعادة هذه الأعضاء لوضعها الطبيعي في تجويف البطن واصلاح وترميم تهتكات الحجاب الحاجز.

استغرقت الجراحة قرابة 3 ساعات وكُللت بالنجاح التام ولله الحمد، حيث انتهت الجراحة من خلال فتحة واحدة فقط بمنطقة الصدر، واستقرت حالة عبدالله بعد 7 أيام من مكوثه في المستشفى ثم غادر وهو في صحة جيدة.

اختتم الدكتور عبد الباقي قائلاً تكمن خطورة مثل هذه الحالات النادرة في سهولة اصابة وجُرح الرئة أو القلب أو المعدة نفسها، مما قد يؤدي إلى نزيف من القلب أو انسداد معدي، حيث أنها ناتجة عن إصابة في حادث منذ 7 سنوات، ولم يتم اكتشافها بالرغم من تنويمه في عدة مستشفيات خلال هذه الفترة، وتعتبر هذه الحالة من الحالات النادرة على مستوى العالم حيث أن معظم الحالات المشابهة يتم اكتشافها في السنة الأولى من بعد الإصابة، والمسجل عالميًا حتى الآن حالة بعد 5 سنوات فقط.