نشرت صحيفة ” ميرور ” البريطانية، اليوم الخميس، تقرير كشف عن تفاصيل عملية قيام رجل بتحرير زوجته الإيزيدية من مستعبدها الداعشي، الذي أذاقها تعذيبًا جنسيًا وجسديًا لمدة تزيد على 30 شهر.

وتبدأ تفاصيل قصة ” هوزني مراد 37 عامًا، وزوجته جيلان 26 عامًا ” إلى قبل أربعة أعوام بالضبط، في أغسطس 2014، كانت جيلان من بين 5 آلاف إيزيدية خطفهم الدواعش في سنجار، وجرى ذبح المئات من الرجال هناك، ونالت محنة الإيزيدين الفارين من موطنهم الأصلي تعاطفا عالميًا، وتدخلت الولايات المتحدة عسكريًا وضربت تجمعات داعش المحيطة بالإيزيديين.

وكان ” هوزني ” وهو شرطي عراقي، في عمله أثناء اجتياح الدواعش لقرية كوجو الإيزيدية وخطف أفراد عائلته، في 3 أغسطس 2014 وهم: زوجته وأمه وشقيقته ناديا ” التي أصبحت معروفة على نطاق واسعة “، وقتلوا أمه، و6 من الأبناء الذكور ضمن مجزرة طالت 300 رجل.

ولم تفد الضربات الأميركية ” جيلان ” وغيرها من الإيزيديات، اللاتي جرى اقتيادهن إلى الموصل القريبة، وخضوعهن للعبودية الجنسية والجسدية، والتي لم ينج منها الكثير من النساء حتى تحرير المدينة.

وأمضت الزوجة 30 شهرًا من الاحتجاز الداعشي في الموصل، تمكنت خلالها من سرقة هاتف محمول، مغامرة بالتعرض إلى عقوبة الاغتصاب الجماعي وحتى الإعدام، وسارعت إلى الاتصال بزوجها وفي قلبها أمل قليل في تلقي الإجابة.

ورد الزوج على مكالمة زوجته، وكانت فرحتها عارمة كما تقول: ” كنا نبكي ونبكي ، ثم نضحك ، ثم نبكي، لم نكن نتخيل أبدًا أننا سنرى بعضنا مرة أخرى ” ، وتمكنت من تزويد زوجها بموقع المنزل الذي تحتجز فيه.
ومن جانبه استأجر الزوج رجلا لقتل آسر زوجته قبل أن يساعدها أخيرًا في الفرار من مكان احتجازها داخل الموصل، وقالت : ” لقد فقدت الأمل ، لكنه قال لي سوف تعودين ” .

ولقيت قصة شقيقة هوزني الصغرى، ناديا (25 عامًا)، تغطية إعلامية كثيفة، وهي التي تعرضت للاستعباد الجنسي في الموصل، وأثبتت شجاعة في مواجهة الدواعش قبل أن تفر من قبضتهم، وتصبح ناشطة حقوقية للتعريف بمأساة الطائفة الإيزيدية.

وأكدت ” الصحيفة ” ، على أن الزوجان يعيشان حاليًا في منزلهما المتنقل بمخيم لاجئين قريب من مدينة ” دهوك ” بإقليم كردستان العراق، وأنجبت طفلة صغيرة قبل شهور.

وقال ” مراد ” ، عن تحرير زوجته: كنت سعيدا وحريصا على أن يلتئم شمل عائلتنا، مشيرًا إلى أن زوجته مازالت تحت تأثير صدمة الاستعباد الجنسي الذي تعرضت له.