شهدت مدينة سمالوط بمحافظة المنيا بصعيد مصر، جريمة بشعة من نوعها، راح ضحيتها امرأة وأولادها الثلاثة، حيث أشعل زوجها النيران بجسدها هي وأولاده، زاعمًا أنه بذلك يخلصهم من ” عذاب الدائنين ” ، وذلك بعد أن فتنه المال حتى أفلس، وبات مديونًا بمبالغ كبيرة.

وبدأت قصة ” ميلاد ” ، ذلك الرجل الذي تزوج لتكوين أسرة سعيدة ذات أحلام بسيطة، فكان يعمل ” نجار مسلح ” ، ليسافر بعد ذلك للعمل في ليبيا، ويظل هكذا طوال 10 سنوات، ولا يحضر لبلده إلا شهرًا من كل عام، في حين تقوم الزوجة برعاية أولادهم الثلاثة في غيابه.

وعاد الزوج بعد ذلك من ليبيا نهائيًا، وقرر أن يستقر ببلده، وعمل بالتجارة بعد أن تمكن من جمع أموال كثيرة من العمل بالخارج لسنوات طويلة، وتوسع في تجارته، حتى لجأ للمشاركة مع بعض رؤوس الأموال، فيدير هو أعمال التجارة، ويوزع الأرباح الشهرية على شركائه.

ولكن اختلت بعد ذلك موازين ربح أعماله التجارية، حتى أصبحت شركته التي يديرها بأموال الآخرين مهددة بالإفلاس، فاضطر لجلب أموال أخرى من شركاء جدد، ووعدهم باستمرار الأرباح، ليبدأ بعد ذلك بعمليات النصب والاحتيال، حتى حصد نحو 10 ملايين جنيه مصري.

وانهارت تجارته بعد تقاعسه عن سداد الأرباح، وبات مديونًا بملايين الجنيهات لشركائه، لتبدأ بعدها عملية المطاردة من الدائنين، حيث طالبوه بأصل أموالهم، حتى وصل به الأمر بعد ذلك إلى التفكير في إنهاء حياته ليستريح، ولكنه فشل في ذلك، ليوحي له الشيطان بفكرة أخرى، وهي إنهاء حياة زوجته وأولاده، بحجة أنهم بعد موته سيتعرضون لفتك الدائنين، مما دفعه لتنفيذ هذه الجريمة بالفعل، حتى يستريح الجميع.

وذات ليلة، قام الرجل بوضع المخدر لزوجته ولأولاده، ثم توثيق أيديهم من الخلف، ليدخل المطبخ، ويفتح أسطوانة الغاز، ثم يلقى شعلة النيران عليهم، ويغلق الباب خلفه، ليفر هاربًا، فالتهمت النيران الجميع، حتى تهدمت حوائط المنزل من شدة الانفجار.

ومن جانبه، أمر مدير أمن المنيا، بالبحث عن الزوج الهارب، حتى تم إلقاء القبض عليه، حيث وُجد مختبئًا بمدينة القاهرة بعد عدة أيام، واعترف القاتل أمام رئيس النيابة وهو يبكي قائلًا: ” نعم قتلت زوجتي وأولادي بإشعال النار، حتى أريحهم من عذاب الدائنين ” .

وتابع الجاني: ” اعدموني، أنا حاولت انتحر وفشلت ” ، ثم ظل يصرخ مناديًا على أسرته فردًا فردًا بعد خسارتهم، ولكن ذلك بعد فوات الأوان.