يقول ابن عثيمين رحمه الله :
‏صوم عشر ذي الحجة من الأمور المرغوب فيها فإذا صام الإنسان فيها كان عمله كما قال النبي عليه الصلاة والسلام من أفضل الأعمال .

‏استقبلنا ركن عظيم تقشعر له الأبدان والأفئدة وأدعية يفيض بها القلب وسط تلاحم، وأخوة ومساواة واختلاف لغات وبلدان اجتمعت بلون واحد ومكان واحد وشعائر واحدة لتؤدي فريضة من فرائض الله عز وجل وبقلب واحد بتكبيرات واحدة بصوت مرتفع (لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك).

‏يا الله ما أعظمه من شعور ينقى من الخطايا( ويعود الحاج اذا كان حجا مبرورا كمن ولدته أمه ) ودّعنا رمضان قبل شهرين وها نحن الآن نستقبل أعظم شهر من أشهر العام ، نستقبل شهر الروحانية والطمأنينة والسكينة.

‏ما أعظمك يا الله وأنت تنزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من كل ليلة وتقول هل من داعٍ أستجيب له؟ وهل من مستغفر فاغفر له ..يا الله لقد وسعت رحمتك كل شيء .

‏دخلت أيام الحج المباركة، ووصل أكثر من مليون حاج من مختلف أنحاء العالم إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج في موسم عظيم يعكس روحانية شعيرة الحج وإنسانية الشعور الايماني في أكبر التجمعات العالمية في قبلة المسلمين، مكة حيث يتجمع عدداً هائلاً من المسلمين سنوياً من كل بقاع الأرض، ومن فضل الله على هذه الأمة أن جعل لها مواسم عديدة تتضاعف فيها الحسنات.

‏قال تعالى: ((وأذّن في الناس بالحج يأتوك رِجالاً وعلى كل ضامر يأتينَ من كل فج عميق)).

‏وأخيرا وليس أخراً أشير إلى القيمة الشرفية التي تتميز بها بلدي كل سنه نشهد تطور و اهتمام بكل مجالات الحج تُبذل جميع طاقتها في إنجاز موسم الحج واستنفار جميع أجهزة الدولة لخدمة ضيوف بيت الله اهتمامها بالحج والحرمين وتبنيها لدعوة التوحيد ووقوفها مع كل الدول الإسلامية يجعلها قلب الأمة بكل بجدارة .

‏فلن تسمع إلا تفضل يا حاج، وحياك الله يا حاج، وهل أخدمك يا حاج؟، مرحباً بضيوف الرحمن من كبيرنا إلى صغيرنا في خدمتكم أهلاً وسهلاً بكم في بلد التوحيد.

‏إنها الخدمات الكبرى التي دابت حكومتنا الرشيدة على تقديمها كل عام لخدمة الإسلام والمسلمين ويشهد عليها التاريخ والحجيج من كل اصقاع الارض.

‏اللهم تقبل من الحجاج سعيهم واغفر ذنوبهم واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً ووفق ولاة أمورنا لما تُحب وترضى.