ما أجمله من شعور أن تعيش الحب الحقيقي بكل معانيه وكلماته وحروفه وحتى سطوره ومابينها.
ولكن لكل غلطة ضريبة سيئة قد تحول حياتك إلى مادون الصفر إلى الجحيم، فتصبح ذلك الحزين الغارق في دموعه جراء فشله في تجربة حب لم يكن مستعداً لها نفسياً،ومادياً، ولم يهيء بيئة مناسبة لنمو علاقة الحب فأهمل كل هذا وكانت الخسارة غير متوقعه لدرجة الإكتئاب الحاد وربما الانتحار لبعض الناس واقلها تشتت وضياع كبير في حياة ذلك المحب البائس المخذول الذي تحمس لتجربة دون وعي منه بشروطها وكأنه يريد أن يبني بيت حلمه دون قواعد؟! ياترى كيف سيقوم البيت؟ سيكون بناء هش لين عرضه لسقوط مع أول العثرات وابسط عوامل التعريه.
لربما انتهى حبه بكلمه من نمام أو وعد بالزواج تعذر الوفاء به أو شخص آخر تسلل لحياتهما وعشقه أحدهم وذهب حبهم في مهب الرياح.
فينزف جرحه ويسقط قلبه ويذبل وجهه وتصبح مالمحه هالكه، حزين ذلك الطائر مكسور الجناح، وأكبر أسباب هذا الحب الفاشل أو بالأصح العلاقه العابره كونها لم تتوفر فيها شروط الحب الحقيقي هي علاقات الفراغ العاطفي وغالباً ماتكون في مراحل المراهقة إلى بدايه العشرين من عمر الإنسان.
الهدف من علاقات الفراغ العاطفي إشباع هذا الفراغ لحد ما لسنه أو سنتين تقل أو تكثر وينتهي حبهم حينها لأنها كما قلت مبنيه على الفراغ العاطفي متى ما اشبع انتهت العلاقه.
فأهداف العلاقه تنحصر بالاهتمام والسؤال واشغال الفراغ الحاصل في حياتهم وتلبية الشهوة لدى البعض وهذه الأمور كلها مرتبطه بمرحلة في حياة الإنسان تنتهي بانتهاء تلك المرحلة.
فتصبح وعوده بالزواج كاذبه تعذر الوفاء بها؟!
ياترى كيف لهذا الجامعي أو العاطل  في هذا العصر أن يحقق وعد كبير كهذا؟ هو لم يتحمل مسؤولية نفسه وحياته ووظيفته ودراسته فكيف يتحملك انتي والبيت والأولاد.
فيعلق البنت بأمل الزواج عدة سنوات بعد التخرج، سأحصل على وظيفة واخطبك وهو غير ضامن لكل هذا.
فتكون العلاقه متوتره ومضطربه بوعود وهمية كاذبه وقد تكون صادقه للبعض لكن الوضع لايسمح بتحقيقها فتفشل العلاقه.
ويشغلان بعضهما عن الدراسه وعن ماهو مهم تحقيقه الآن .
فلابد قبل كل هذا أن يتم تهيئة الأجواء التي تسمح لعلاقتهما بالنمو والازدهار.
التهيئة المادية وأعني وجود الوظيفة لدى الرجل والتهيئة النفسية وأعني الاستقرار والركود النفسي للاثنين وهذه تتحقق بعد سن المراهقة وتهيئة المناخ العام ورضا الأهل عن العلاقه فلا تبعدكم أحلامكم الوردية عن واقعكم كثيراً .
كذلك على البنات حسن اختيار رجل المستقبل وعدم الاستعجال بالقبول والهدوء في بدايه العلاقه كي لا تنجرفي في مياه الحب فتغرقي حينها إن لم يكن لهذا الحب قارب نجاه.
لاتعجبي بشكله وهيئته وقصة شعره وتنسي حسن أخلاقه وكلامه وجمال روحه، ‏الاثنين مطلب وإن كانت الروح أولى وأبقى لكن الاتزان فيهما أجمل فجمال الروح أمر أساسي يشعرك بالدفئ والحنان والاطمئنان وجمال الشكل ثانوي يبهج ثغرك ويؤنس قلبك .
فركزي على الاتزان وخاصة جمال الروح والأخلاق وصلاحها لأنها أساس علاقتكم وأهم مساهم في بنائها بالمستقبل فهي تدخل في التفاهم والحوار وتربية الأبناء.
لأنك تحتاجين إلى مربي لأولادك ورجل منزل وجمال الشكل  لايحقق هذا.
وأسباب فشل علاقات الحب كثيرة ونوع الحب ومدى قوته مرتبطه بأهداف هذا الحب.
والحب الحقيقي لا يأتي من فراغ عاطفي ينتهي مع إشباع هذا الفراغ بل اكتمال عاطفي صاحبه يبحث عن الاستقرار والسلام وتكوين عائلة ويدوم هذا الحب لأن أهدافه ساميه حقيقية .
أحبك كلمة لها التزاماتها إن لم تكن مستعداً لها فلا تطلقها.