كشفت علياء غانم، والدة مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، عن زيارتها لابنها في أفغانستان عام 1999، أي قبل هجمات 11 سبتمبر بعامين، موضحة أسباب وتفاصيل ما حدث في الزيارة.

ومن خلال مذكرات عمر بن لادن، نجل أسامة والتي اشترك بها مع والدته نجوى غانم، ابنة شقيق علياء غانم، نجد الكثير من المعلومات والخبايا عن طبيعة العلاقة الأسرة بين أسامة وأمه علياء وزوج أمه محمد العطاس.

وكان أسامة بن لادن هو وحيد أمه، بعدما طلبت الطلاق من والده عقب خسارة جنينها في حملها الثاني، حيث غادرت بطفلها أسامة وهو لا يتجاوز الـ 3 أعوام، مجمع أسرة بن لادن، لتقيم مع زوجها محمد العطاس.
أما عن الزيارة المذكورة، فقد التقت علياء مع ابنها برفقة زوجها محمد العطاس في منزلٍ بجلال آباد، أو ما يعرف بالقصر القديم، وهو عبارة عن فيلا من طابقين بالقرب من نهر كابول ومحاطة بحدائق واسعة، كان قد وفره لهم الملا نور الله، أحد أمراء الحرب في أفغانستان منذ أيام الحرب السوفيتية، بعد عودة أسامة وزوجاته وأبنائه من السودان.

وقال عمر بن لادن عن الاستقبال: ” تدججنا كالعادة بالكلاشينكوفات وأحزمة القنابل، بدون أن نفكر كيف سيبدو الأمر لزائرينا من العائلة غير المعتادين على عالمنا.. وقفنا أنا ووالدي معاً، ونحن نراقب هبوط الطائرة، تشبهت بتصرف أبي الهادئ والوقور، لكنني بالكاد تمكنت من احتواء انفعالي. ظهرت جدتي وزوجها أخيراً عند باب الطائرة المفتوح، ولوحا بأيديهما قبل أن يشرعا في النزول على الدرج النقال ” .

وأوضح عمر، أن أسامة بن لادن لاحظ أن والدته غير محجبة فأشار لها أن تستر وجهها، فاستجابت له وأمسكت بطرف وشاحها ولفه حول وجهها وعينيها، قبل أن تتعثر، ويسارع ابنها أسامة إلى إمساكها.

ووصف عمر هذه اللحظة قائلًا : ” انسابت الوالدة برشاقة نحو ابنها، وشبكت يدها بيده وأصبح كلاهما في عالم خاص بهما. لم يسبق لي أن شاهدت السعادة الكاملة من قبل.. وعرفت في ذلك اليوم أن والدي سعيد بالقدر الذي يمكن لرجل أن يكونه ” .

وتابع عمر : ” أسكنت جدتي زوجها في أجمل بيت للضيافة، ثم وكبا إلى منزل أمي (نجوى غانم) وجلبت جدتي معها هدايا من الشوكولا واهتززنا أنا وأشقائي فرحاً فنحن لم نر الشوكولا ولا ذقناها منذ إقامتنا في الخرطوم، بل إن بعضاً من أصغر إخوتي لم يعرفوا ما هي السكاكر ” .

وأضاف: ” شكلت الأمسية الأولى الليلة الوحيدة التي اجتمعت فيها العائلة كلها معاً، وبلغت إلى درجة كبيرة من المتعة، حيث أخذ والدي يتذكر القصص الممتعة من صباه ” .

أما عن أسباب الزيارة، فكانت محاولة أخيرة من الأم لإقناع ابنها بالعودة إلى المملكة السعودية، وأكدت حينها لبن لادن أن : ” الملك فهد يقدم عرضاً واحداً أخيراً متعهداً لوالدي أنه لن يسجن أو يسلم إلى الأميركيين، بل ستؤمن له حياة هادئة لو عاد فقط إلى السعودية ” ، وفقًا لعمر.

فقال أسامة : ” لا أستطيع العودة أبداً إلى المملكة، ولن تشاهد عيناي من جديد أرضها، ولن تطأ قدماي شوارع جدة ” .