أُسدل الستار اليوم على قصه كفاح روح صغيرة أبت الانكسار ورفضت الهزيمة وهزمت الضعف رحلت صاحبة القلب المُمتلِىء بالإيمان والمُدرِك أنّ كلّ عطاياه نعمة وقوة ترتفع بها فوق المرض والألم إنها ( نوال الغامدي ) ذات الأربعة عشر ربيعا طفلة سعودية من أحد محاربي السرطان صاحبة الابتسامة الجميلة التي أعطت الأمل في حياة الناس وبثت السعادة في قلوبهم بابتسامتها الجميلة رغم الألم والتعب والمعاناة ومحاربة المرض المميت .

‏قصة ملهمة يجب أن تدرس لتستوعب العقول الناضجة معنى الألم الحقيقي .. نوال كانت ناشطة في مواقع التواصل الإجتماعي نشرت فديوهات كثيرة بالصوت والصورة بألم وصبر ودمع وقوة رفضت أن تستسلم للمشاعر السلبية أو الشفقة عشنا وتعايشنا لحظات صعبه علينا وعليها أثناء فترة خضوعها لعلاج فتاك لجسم صغير مكافحة محاربة المرض الخبيث بكل قوة وشجاعة يا ( عظيمة ) .

‏وقبل أشهر تدهورت حالة نوال الصحية بشكل ملحوظ فنشرت مناشدة على شبكات التواصل الإجتماعي للتبرع لها بالدم ومساعدتها في الشفاء من سرطان الغدد الليمفاوية.

‏رحلت نوال ذات الأثر الإيجابي على كل من اختلط بها معنويات عالية قيم سامية تنشر البسمة في المحيط ( المشفى ) وبصمتها موجودة في قلوبنا التي بثت فيها روح الأمل والتفاؤل بمشاهدة فديوهاتها وهي تبتسم وتحارب هذا المرض .

‏أحبها الله فابتلاها رحلت صغيرة كبيرة بقصتها وحزنت السعودية بأُسرها ووصلت جميع التغريدات ( ترند ) تتحدث عن رحيل هذه الفتاة والطفلة صاحبة الابتسامة الجميلة بعزاء لأهلها وذويها وأسأل الله أن يصبر قلوبهم على فراقها .

‏شخصيا علمتني أن المرض ليس هو نهاية المطاف بل هو من سَنَن الحياة وأحد أسباب الموت (حمانا الله )وما دام أنها سنة الحياة فإنّه يكون لِزاماً علينا أن نتعلّم كيف نروض المرض ونتعايش معه ونتعلم كيف نهزمه بدلاً من أن يهزمنا وأن نسعى للوصول للحدِّ الأدنى من الخسائر .

‏الرسالة التي تركتها ( نوال ) تبرع بدمك حتى تمنح غيرك الحياة فلا تدري قد يكون هذا التبرع سببا لدخولك الجنة.

‏رحمك الله يا نوال …