تحتوي حياة اللاعب النيجيري أحمد موسى، المنضم حديثًا إلى صفوف نادي النصر من فريق ليستر سيتي الإنجليزي، على مشاهد وجوانب أخرى تعد منعطفات في حياته بعيدًا عن عالم الساحرة المستديرة.

حارب اللاعب المسلم حياة الفقر؛ حيث بدأت حياته بفقدانه والده وعمره 7 سنوات ليتركه وسط أسرة مكونة من 4 زوجات لأبيه، والعديد من الأشقاء؛ فيما اضطرت والدته إلى العمل للإنفاق على ابنها والسفر به إلى ولاية إيدو النيجيرية؛ للبحث عن مصدر آخر للرزق.

وخبأ القدر للاعب الشاب فرصة التألق وانتشال أسرته من قاع الفقر إلى قمة الشهرة والمجد، وذلك بعدما اكتشفه مدرب محلي وضمه إلى أكاديمية أمينشي الرياضية عام 2007.

واندفع أحمد موسى في تألقه كالسهم المنطلق، لا يوقفه شيء؛ حيث بدأت مسيرته في نادي جوث النيجيري في سن مبكرة، قبل أن يُعار إلى نادي كانو بيلارز ويساهم في تحقيقه المركز الثاني بالدوري المحلي؛ ثم تعاقدت إدارة نادي فينلو الهولندية معه، قبل أن ينتقل إلى فريق سيسكا موسكو الروسي وينجح في تسجيل 54 هدفًا بالدوري الروسي.

وعقب ذلك قرر نادي ليستر سيتي الإنجليزي التعاقد معه عام 2016 في صفقة مالية بلغت قيمتها 17 مليون جنيه إسترليني؛ إلا أن مسيرته المميزة مع منتخب بلاده ظلّت كما هي، لتتم إعارته مجددًا إلى فريق سيسكا موسكو، قبل أن يقرر ليستر سيتي بيعه لفريق النصر.

وعلى جانب آخر، تزوج ” موسى ” عند سن الـ19 عامًا، إلا أن خلافات دبت بينه وبين زوجته بعدما أنجب منها طفلين؛ لرغبته في الزواج من فتاة أخرى وقع في حبها؛ الأمر الذي دفعها إلى محاولة الانتقام منه واتهمته بالاعتداء عليها وضربها، لتزج به السلطات الإنجليزية في السجن عدة ساعات، قبل أن يخرج ويقرر تطليق زوجته والزواج من حبيبته.

وبعد أن كتب له القدر الثراء وانتهاء معاناته مع الفقر، لم ينسَ اللاعب المسلم فقراء بلده فأخذ يوزع الصدقات ويقيم الموائد بشكل دائم في شهر رمضان من كل عام، كما يعد أكثر لاعبي نيجيريا دعمًا للجمعيات الخيرية؛ كما ساعد في الإفراج عن العديد من الأطفال والغارمين من السجون بعد دفع المبالغ المالية المقررة عليهم، بالإضافة إلى المساهمة في بناء عدة مساجد في المدن التي تنقّل وعاش فيها ببلاده.

وكانت إدارة نادي النصر، قد أنهت أمس الجمعة، إجراءات انتقال نجم المنتخب النيجيري ونادي ليستر سيتي الإنجليزي أحمد موسى، لمدة 4 سنوات، بمبلغ 40 مليون يورو.