يعتبر التهاب المسالك البولية من أشهر الأمراض التى تصيب الأطفال وتسبب المتاعب لهم وتثير القلق للأبوين حيث يتعرض مايقرب من 2% من الذكور و8% من الأناث لالتهاب المسالك البوليه مرة على الأقل فى مرحلة الطفولة.
كما يعتبر المرض من أهم الأسباب التي تجعل المراهقين وخاصة الفتيات يترددون على العيادة الخارجية للمسالك البولية.
ويعتبر التهاب مجري البول أكثر الأسباب المعروفه لوجود دم ظاهر فى البول ولذلك يجب فحص البول فى الأطفال الذين يعانون من دم فى البول خاصة اذا كان مصحوبا بارتفاع فى درجة الحراره أو ألم فى البطن.
كما يعتبر أكثر عدوي بكتيريه شيوعا فى الأطفال أقل من 3 سنوات الذين يعانون من حمى لأكثر من أسبوعين ولذلك فقد أكدت بعض الدراسات على أنه يجب اعتبار التهاب مجري البول اذا وجد ارتفاع فى درجة الحراره لأكثر من 39 خاصة فى الفتيات اللاتى تقل أعمارهن عن 12 شهر وكذلك الأولاد أقل من 3 اشهر بنسبة 20 %.
من الأمراض التى تؤدى الى عدم التحكم فى البول وكذلك زيادة كمية البول وتكرر التبول يوميا.
أحد أهم مسببات فشل النمو فى الأطفال وما قد يصاحبه من هزال وفقد للشهيه.
أحد أهم أسباب ألم البطن الحاد فى الأطفال الأقل من عامين.
من الأسباب الغير معويه لحدوث الأسهال فى الأطفال.
من أهم الأسباب لاستمرار حالات الاصفرار فى حديثى الولاده.
المعروف أن الجهاز البولي يتكون من الكليتين (اللتين تقومان بتكوين البول) ثم الحالبين (عبارة عن أنبوبة توصل البول من الكلى إلى المثانة) ثم المثانة (بمثابة حويصلة لتجميع البول)، ثم في النهاية قناة مجرى البول (الأنبوبة التي تحمل البول من المثانة الى خارج الجسم ).
وتكون العدوى على ثلاثة أنواع من الالتهابات
إما التهاب في الجزء الأعلى من الجهاز البولي (التهاب الكلي) . . أو التهاب في الجزء الأسفل من الجهاز البولي (التهاب المثانة)
وأحيانا (التهاب قناة مجرى البول).
ويحتوي البول على أملاح وكذلك المواد التي يتخلص منها الجسم ولكنه لا يحتوي على بكتيريا أو دم أوصديد
وتحدث العدوى عند وصول البكتيريا للبول سواء عن طريق الجلد المحيط بالأعضاء التناسلية (وهو ما يفسر شيوعه فى الفتيات وذلك لقصر واتساع قناة مجرى البول وكذلك فى الأولاد الغير مختونين) أو عن طريق الدم
إن عدوى المسالك البولية عدوى بسيطة ويمكن علاجها بسهولة لكن إذا لم تتم معالجتها بمجرد حدوثها وبالشكل الكاف فإنها تترك مضاعفات قد تؤدي إلى تلف في الكلية خاصة في الأطفال تحت عمر عامين.
وفي الأغلب يكون الطفل الذي ترتفع درجة حرارته ويحتوي تحليل البول لديه على صديد حتى في غياب أي أعراض أخرى مصابا بالتهاب في الكلى خاصة الأطفال تحت عمر عام.
أسباب الإصابة
تعتبر الإصابة بالبكتيريا المسؤول الأول عن التهاب المسالك البولية ومن أشهر الميكروبات التي تسبب هذه العدوى هو
ميكروب (إي كولاي) وهو ميكروب موجود بشكل طبيعي في الأمعاء وأحيانا يوجد على الجلد حول المستقيم أو المهبل عند الفتيات.
ويمكن حدوث الإصابة في الرضع عندما تقوم الأم بتنظيف جلد الرضيعة بعد التبول مستخدمة فوطة حيث إنها تمسح في اتجاه من الخلف (قريبة من فتحة الشرج) إلى الأمام (قريبة من قناة مجرى البول) وإذا تمكنت البكتيريا من الوصول إلى قناة مجرى البول يمكن أن تصل الى المثانة ومنها الى الكليتين وتسبب الالتهاب وتعتبر «إي كولاي» المسؤولة عما يقرب من 75 إلى 90 في المائة من الإصابات.
وتوجد أنواع أخرى من البكتيريا يمكن أن تسبب الالتهاب مثل (الكلبيسيلا)
وكذلك يمكن أن تتسبب الفطريات في الإصابة بالالتهاب.
وفى أحيان نادرة جدا يمكن أن تكون الإصابة فيروسية.
وفي بعض الرضع والأطفال الصغار يحدث الالتهاب بشكل متكرر أحيانا لوجود عيب وظيفي في الجهاز البولي تجعل البول يسير في اتجاه عكسي من المثانة إلى الحالبين إلى الكليتين ويمكن معرفة هذا الخلل الوظيفي عن طريق حقن الطفل بصبغة معينة تصل عن طريق أنبوبة للمثانة، ثم تصويره أثناء التبول ومتابعة مجرى البول فيما يسمى طبيا ب
«Voiding Cystourethrography».
الأعراض
ارتفاع في درجة الحرارة مع وجود أعراض أخرى متعلقة بعملية التبول وأحيانا من دون أعراض ويعاني نحو 5 في المائة
من الأطفال الذين ترتفع درجة حرارتهم من دون وجود سبب آخر لارتفاعها من التهاب المثانة ويمكن أيضا حدوث قشعرير
تكون رائحة البول غريبة.
بكاء الطفل أثناء التبول وفي الأطفال الأكبر سنا تحدث رغبة ملحة في التبول مع وجود كمية ضئيلة من البول وأيضا تحدث
حرقة أثناء التبول وكذلك يمكن أن يحدث ألم .
وجود دم في البول.
يعاني الطفل باستمرار وبشكل غير مفسر من عدم شعور بالراحة.
يرفض الرضاعة أو الأكل.
يحدث قيء وضعف عام.
يمكن حدوث ألم أسفل البطن.
التشخيص والعلاج:
يعتمد الطبيب على معرفة الأعراض من الأم أو الطفل وكذلك يتم سؤال الأم عن التاريخ العائلي لإصابة مشابهة، حيث يمكن أن تلعب الجينات عاملا في الإصابة،
ويتم التشخيص بناء على:
تجميع البول وعمل تحليل ومزرعة: لإظهار وجود الصديد وكذلك لتحديد نوعية الميكروب المسبب للالتهاب حتى يتم وصف المضاد الحيوي الملائم له.
عمل أشعة تلفزيونية : على المسالك البولية (الكلى والحالب والمثانة) التي يجب أن يتم إجراؤها بشكل روتيني في الأطفال
الذين ترتفع درجة حرارتهم من دون سبب واضح من عمر شهرين وحتى عامين حسب توصية الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال،
ويشتمل علاج التهاب المسالك البولية على
العلاج المنزلي إذ إن معظم حالات التهاب المسالك البولية التي لا تحدث بها مضاعفات والتي يتم تشخيصها بشكل جيد يمكن علاجها بالمنزل ويكون العلاج عبارة عن إعطاء مضادات حيوية إما تبعا لنتائج مزرعة البول، أو البدء في العلاج بشكل فوري لتفادي حدوث مضاعفات، لأن مزرعة البول تستغرق نحو 48 ساعة، وإذا أظهرت المزرعة ميكروبا مختلفا يمكن تغيير المضاد الحيوي.
وفي الأغلب يتم استعمال مضاد حيوي واسع المجال عن طريق الحقن، وتقسم الجرعة على مرتين في البداية، ثم يمكن استكمال العلاج عن طريق الفم بعد ذلك وتقريبا يتم شفاء الإصابة تماما في خلال عشره أيام أو أسبوعين، ويجب الالتزام بالعلاج حتى لو تحسن الطفل في خلال 3 أو 4 أيام وذلك لضمان تمام الشفاء.
ويمكن أيضا إعطاء الطفل بعض المسكنات لتخفيف الألم الذي يشعر به الطفل أثناء التبول, ويجب عمل تحليل بول وإجراء مزرعة بعد العلاج للتأكد من الشفاء.
العلاج في المستشفى أما في حالة حدوث مضاعفات فيمكن علاج الحالة بداخل المستشفى والمرضى الذين يحتاجون للحجز في المستشفى هم:
الأطفال الذين يعانون من ضعف عام واعتلال في الصحة.
إذا حدثت علامات تدل على الاحتباس البولي.
الرضع أصغر من 3 شهور مع وجود ارتفاع في درجة الحرارة لأن الإصابة تكون في الأغلب التهاب للكلية.
كل الرضع أصغر من عمر شهر حتى لو لم يكن هناك ارتفاع في درجة الحرارة.
يجب تحويل الطفل المصاب بالتهاب مجرى البول لاختصاصى المسالك البوليه او اختصاصى امراض الكلى في الحالات الآتية:
وجود اتساع الحالب بسبب ارتجاع البول
وجود ندبات كلويه او انسداد بولى او اضطرابات التبول مثل عدم التحكم فى البول
ارتفاع الكرياتينين او ارتفاع ضغط الطفل
احتياطات خاصة
ينصح بإعطاء كميات كبيرة من الماء للطفل حيث إن كثرة السوائل تجعله يتبول أكثر وهو ما يساعد على عملية غسل المثانة باستمرار.
وبالنسبة للفتيات يجب على الأم تنظيف الرضيعة في اتجاه من الأمام إلى الخلف وليس العكس، لتجنب وصول البكتيريا من فتحة الشرج إلى قناة مجرى البول وبالنسبة للفتيات الأكبر سنا يجب على الأم إخبار طفلتها بطريقة تنظيف الجسم بعد الدخول إلى الحمام
يتم نصح الأطفال في عمر المدرسة بالدخول إلى الحمام بمجرد الشعور بالرغبة في التبول، حيث إن كثيرا من الأطفال يشعرون بالخجل من طلب الذهاب إلى دورة المياه أثناء وجودهم في الصفوف الدراسية، وذلك لأن تجميع البول في المثانة لفترات طويلة يمكن أن يعود في الاتجاه لأعلى ناحية الحالبين، وهو ما يسبب مشاكل صحية للكلى على المدى البعيد، فضلا عن أن التحكم في البول لفترات طويلة يسبب الآلام المبرحة للطفل.