استقبل مستشفى الموسى التخصصي شابًا عشرينيًا يعاني من ضيق شديد في التنفس وسعال وارتفاع شديد في درجة الحرارة يرافقها ارتجاف ورعشة مع آلام بالصدر والرأس، وانخفاض في الضغط يصاحبه تعرُّق شديد، فتم تحويله فورًا إلى قسم العناية المركزة وبإجراء التحاليل والأشعة اللازمة، أوضحت أنه يعاني من التهاب رئوي جرثومي حاد منتشر بكامل الرئتين.

يُعرِّف الدكتور سامر قاره – استشاري ورئيس قسم العناية المركزة بمستشفى الموسى مرض الالتهاب الرئوي بأنه عبارة عن إصابة بكتيرية، أو فيروسية تحدث في الرئتين أو احداهما، وأن ثلث المصابين به كانوا يموتون في الماضي، أما الآن ومع تطور العلاج يُتوَقع أن تقل نسبة الوفيات إلى 5%.

وأضاف أن من أشد المضاعفات الناتجة هو تجرثم الدم وتكون مميتة حال عدم علاجها بشكل سريع، فضلاً عن زيادة تراكم السائل في التجويف البِلّوري المحيط بالرئتين، والذي يُعيق تًوًسُع الرئتين أثناء عملية الشهيق، مما يؤدي في النهاية إلى فشل تنفسي، وأحيانًا ما يحدث التهاب عضلي حاد.

وعن حالة هذا الشاب أوضح الدكتور قاره بأنه لزم وضعه علي جهاز التنفس الصناعي بالعناية المركزة لمدة 17 يوم، بمراقبة حثيثة من فريقي العناية المركزة والمعالجين التنفسيين، ومن ثم خضوعه لبروتوكول علاجي متكامل وتم فصله بسلام عن أجهزة العناية المركزة حتى تم التأكد من معالجة التهاب الرئتين بالكامل.

وصرح الدكتور صفوت على استشاري أمراض الحساسية والصدر بالموسى وأحد أفراد الطاقم الطبي في جناح التنفسية بعد العناية المركزة، بأنه تم متابعة ومراقبة حالة المريض عن كثب عن طريق الفحوصات والتي أكدت على تَحسُّن حالة الالتهاب الرئوي ومثوله نحو الشفاء. وتبين وجود ضعف كامل بالعضلات ” شلل رباعي ” ما بعد العناية المركزة.

وعن الشلل الرباعي فسَّر الدكتور صابر أبو الحسن – استشاري أمراض المخ والأعصاب بمستشفى الموسى والذي باشر عملية العلاج أن بعض المرضى الذين يعانون من التهاب شديد في الرئة والذين يتطلب وضعهم تحت جهاز تنفس صناعي لمدة أكثر من أسبوع سوف يدخلون في مرحلة شلل بالأطراف الأربعة وضعف بمعظم عضلات الجسم، نتيجة خروج وتحرر المواد المسببة للالتهابات إلى الدم وتأثيرها على العضلات والأعصاب، فبعد إجراء الفحص وعمل تخطيط عضلات وأعصاب للمريض تبين وجود شلل رباعي ما بعد العناية المركزة نتيجة ضعف بعضلات الأطراف السفلية والعليا إلى جانب ضعف في عضلات البلع.

وبناء علي هذه المعطيات تم وضع المريض علي بروتوكول علاجي لمدة أسبوع، مع استخدام التحفيز الكهربي العضلي العصبي والتمارين واعادة التأهيل، وبفضل الله تحسنت حالته، وأصبح قادرًا علي تحريك أطرافه الأربعة، بالإضافة إلى قدرته علي البلع، وغادر المستشفى بصحة جيدة ويتابع حاليًا من خلال العيادة الخارجية مشيًا على قدميه.