إن فقر الدم أو الأنيميا لا يعتبَر مرضاً، بل هو عبارة عن مشكلة صحية غالباً ما تكون مؤقتة، يمكن وصفها بنقص كمية الهيموغلوبين في الدم، مما يؤدي إلى نقص في عدد الكريات الحمراء التي تحمل الغذاء والأوكسيجين إلى خلايا الجسم وأنسجته وأعضائه الحيوية.

ومع ذلك، فهو من المشاكل التي تؤثر بشكل مباشر على الصحة ويمكن أن تؤدي إلى مشاكل أخرى أكثر أهمية، كما أنه من شأنه أيضاً أن يؤدي إلى تأخر الحمل، فكيف ذلك؟

فقر الدم والتخطيط للحمل

بينما تعلم جميع النساء عن أهمية عنصر الحديد مهم جداً للمرأة وللجنين أثناء الحمل، فإن الكثيرات بينهن لا يعرفن أن نقص الحديد من شأنه أن يؤثر سلباً على حصول الحمل في الأصل. فبحسب الدراسات، النساء اللواتي يعاني من نقص في معدل الحديد في أجسامهن، تقل نسب فرص حدوث الحمل لديهن بما يعادل 60% مقارنة مع النساء اللواتي لا يعانين بنقص في معدل الحديد.

وذلك لأن الجسم البشري يحتاج إلى كمية مناسبة من عنصر الحديد في الدم لإنتاج الكريات الحمراء التي تنقل الأوكسيجين والغذاء إلى الأعضاء الحيوية، وبما في ذلك الجهاز التناسلي عند المرأة. فإذا كانت تعاني من نقص في الحديد، وبالتالي نقص في كريات الدم الحمراء، فإن ذلك من شأنه أن يتسبب بخلل في عملية التبويض، أو بإنتاج بويضات لا تتمتع بالجودة الكافية حتى يتم إخصابها.

والمعلوم أن كمية الحديد التي تحتاجها المرأة في اليوم قبل الحمل هي حوالي 18ملغ قبل الحمل، أما خلال الحمل فتصبح هذه الكمية تقارب الـ30ملغ يومياً، وذلك لأن الجنين يحتاج إلى هذا العنصر بقوة أثناء نموّه.

لذلك، فإن نقص الحديد عند المرأة التي تخطط للإنجاب لا يؤثر فقط على خصوبتها، بل إنه وفي حال تم الحمل، إذا كان فقر الدم حاداً جداً من الممكن أن يؤثر سلباً على عملية انقسام الخلايا بعد الإخصاب، وذلك بدوره من الممكن أن يؤدي إلى خسارة الحمل، الأمر الذي كان من الممكن تفاديه.

لذلك من المهم للمرأة التي تسعى إلى الحمل والإنجاب أن تستشير الطبيب وأن تجري الفحوصات اللازمة للتأكد من عدم وجود المشاكل التي تمنع حملها أو تؤخره.