رغم أن الباراسيتامول أو الاسيتأمينوفين وهومن أكثر الادوية استعمالا وموجود باسماء مختلفة ومعروفه ( بانادول، تايلينول، فيفادول ) يعتبر سليم وآمن إذا أعطي بالجرعات الدوائية المنصوح بها وهي 10-15 مغ/ كغ كل 6-8 ساعات عند الاطفال و 325 – 1000 مغ كل 6-8 ساعات عند البالغين ، على ألا تتجاوز الجرعة العظمى عند الاطفال 80 مغ / كغ في اليوم وعند البالغين 4 غ في اليوم، إلاأنه يعتبر علاج خطر ومهدد للحياة إذا أخذ بجرعات كبيرة سمية أكثر من 7.5 – 10 غ خلال 24 ساعة عند البالغين أو أكثر من 150 مغ/ كغ في اليوم عند ألاطفال.

يمتص الباراسيتامول بسهوله من الامعاء بحيث يصل الى أعلى مستوى له في الدم خلال 30/د – 2 ساعة من تناوله ولكن ذلك يكون أبطأ إذا أخذ الباراسيتامول مع الطعام فقد يحتاج الى 4 ساعات ليصل الى قمة مستواه بالدم .

تكون مظاهر بداية التسمم بالباراسيتامول ( الاستامينوفين) خفيفة ولاتدل على درجة خطورة وشدة ألاذية الكبدية التي قد تحصل وتمر هذه المظاهر بأربعة مراحل :
المرحلة ألأولى :-
وتبدأ بعد 30/د وحتى 24 ساعة من تناول الدواء ويشعر المريض بغثيان وإقياء وتعرق وشحوب وميل للنوم وتعب عام إلا أن بعض المرضى لايشعر بأي أعراض وتكون نتائج الفحوصات المخبرية طبيعية ، إلا انه في بعض الحالات حين تكون كميات الدواء المتناولة كبيرة جدا فإنه قد تظهر حالة حماض في الدم وترتفع انزيمات الكبد .

المرحلة الثانية :
من 24-72 ساعة بعد تناول الدواء حيث يظهر بعض التحسن في الاعراض السريرية ولكن المريض قد يشتكي من ألم في الناحية العلوية اليمنى من البطن، ويمكن لمستىوى ألانزيمات الكبدية أن يزداد ارتفاعا وخاصة ( tla & tsa ) وقد يلاحظ تطاول في زمن التخثرtp/rni ، وقلة كمية البول وسوء الوظيفة الكلوية .

المرحلة الثالة :
من 72-96 ساعة بعد تناول الدواء حيث تعود أعراض المرحلة الاولى للظهور من جديد مع ظهور الاصفرار ( اليرقان ) على البشرة والاختلاط الذهني ( نتيجة الفشل الكبدي الحاد والإعتلال الدماغ الكبدي ) وزيادة الامونيا والميل للنزف ،
ومن العلامات التي تدل على السمية الكبدية الشديدة إرتفاع الانويمات الكبدية الى أكثر من 10.000 تطاول زمن التخثر tp/rni ونقص السكر وارتفاع البيليروبين أكثر من 4 مغ/100 مل والفشل الكلوي الحاد في 10-25 % من الحالات وغالبا ماتحصل الوفاة في هذه المرحلة .

المرحلة الرابعة:
وهو طور الشفاء، فالمرضى الذين يبقون على قيد الحياة في المرحلة الثالثة يدخلون في طور الشفاء والذي يبدأ في اليوم الرابع ويكون الشفاء أبطأ في الحالات الشديدة، وقد لاتعود الأعراض السريرية والقيم المخبرية الى الطبيعي إلا بعد عدة أسابيع، وقد يحتاج التحسن في النسيج الكبدي الى ثلاث اشهر، وعند حصول الشفاء فإنه يكون كاملا ولايوجد فشل كبدي مزمن في حالة التسمم بالباراسسيتامول .

التشخيص :
بقياس مستوى الباراسيتامول في كل حالة يتوقع أن يكون هناك تسمم بهذه المادة وذلك عند حضور المريض إلى المستشفى مباشرة حتى ولو حضر بعد فترة طويلة من أخذ الدواء، ويعاد بعد 4 ساعات من تناول الدواء إذا تم أخذ العينة الاولى بعد اقل من 4 ساعات من أخذ الدواء، فإذا ثبت وجود تسمم بالباراسيتامول فإنه يتوجب طلب فحوصات إضافية مثل الشوارد ووظائف الكبد والكليتين والبنكرياس وزمن التخثر وتحليل البول.
العلاج :
ويعتمد على المرحلة التي يحضر فيها المريض الى المستشفى،
– يعطى الشاركول النشط 50 غ لجميع المرضى الذين يحضرون خلال 4 ساعات من تناول الدواء إلا إذا كان هناك مايمنع من إعطاء الشاركول.

ويعطى: N-ACETYLCYSTEINE – العلاج النوعي
آ- إذا كان هناك ارتفاع في مستوى الباراسيتامول أكثر من 20 ميكروغرام/ مل أو 130 ميكرومول/ لتر.
ب- إذا كان هناك قصة لتناول كميات كبيرة من الباراسيتامول مع وجود خطورة من التسمم وكانت المستويات أكثر من 10 ميكروغرام/مل أو 65 ميكرومول / لتر.
ج- إذا كان هناك شك بوجود تسمم يالباراسيتامول مع إحتمال تأخر صدور نتيجة التحليل 8 ساعات أو أكثر من تناول الدواء.
د- اذا كان وقت تناول الدواء غير معروف ومستوى الدواء بالدم أكثر من 10 ميكروغرام/مل او 66 ميكرومول/لتر.
ه- إذا كان هناك علامات لسمية كبدية مع وجود قصة لتناول الدواء قبل معرفة مستوى الباراسيتامول.

….أخيرا فان التسسم بالباراسيتامول الناتج عن تعاطي هذا الدواء بجرعات اكبر من المنصوح بها طبيا بقصد او بغير قصد يشكل خطرا كبيرا على الصحة قد يؤدي الى حدوث فشل حاد في الكبد يمكن ان يودي بحياة الانسان وهذا الفشل الكبدي يتطلب اجراء زرع الكبد بشكل مستعجل من أجل الحفاظ على الحياة.
ومن أجل خدمة طبية أفضل ومن أجل منع آثار هذا الدواء السلبية بالجرعات السمية فانه لابد من مراجعة اقرب مستشفى ويفضل تلك المجهزة بمراكز لعلاج السموم مباشرة قبل فوات الأوان
وقبل تاثر الكبد بهذه المادة.