أصيب الوجود الهادئ لجمعية الاتصالات السلكية واللاسلكية بين المصارف في جميع أنحاء العالم، والمعروفة باسم سويفت، بالتهتك بسبب معركة عبر المحيط الأطلسي بشأن الاتفاق النووي الإيراني؛ حيث أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بإعادة فرض عقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي يشكل تحديًا مباشرا لنموذج الأعمال في شركة سويفت، والتي تعتبر شركة محايدة سياسيًا ومتاحة دوليًا.

وتحاول ” سويفت ” تقديم مثالًا حادًا للطريقة التي تتعرض بها الشركات لخطر الوقوع في أزمة عبر الأطلسي، وكيف يمكن أن يثير النزاع تداعيات أوسع على الأعمال الدولية؛ حيث فعل ترمب العقوبات الأمريكية ضد إيران الشهر الماضي، عندما سحب واشنطن من الاتفاق النووي لعام 2015 مع طهران.

ومن المتوقع، أن تطلب الولايات المتحدة من الشركة العالمية قطع العلاقة مع المصارف الإيرانية المستهدفة عن شبكتها في أوائل نوفمبر المقبل، أو مواجهة تدابير محتملة ضد كل من أعضاء مجلس الإدارة والمؤسسات المالية التي توظفهم، والتي قد تشمل هذه عمليات تجميد الأصول وحظر السفر إلى الولايات المتحدة للأفراد، وفرض قيود على قدرة المصارف على القيام بالأعمال في الولايات المتحدة.

وفي السياق نفسه، قال نيكولاس فيرون، زميل أول في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، عن الإجراء ضد الشركة، التي يملكها نحو 2400 مصرف ومؤسسة مالية أخرى ” القضية الأوروبية- الأمريكية- الإيرانية وجودية لنظام سويفت، باعتباره شبكة عالمية ” .

وتعد تداعيات الصفقة الإيرانية جزءًا من نمط ما بعد الألفية الذي أصبحت فيه منظومة سويفت عالقة في معارك سياسية. في عام 2006، غضب المشرّعون في الاتحاد الأوروبي بسبب الكشف عن ” برنامج تتبع تمويل الإرهاب ” السري الذي سمح للمحققين بالاستفادة من بيانات ” سويفت ” الموجودة على خادم في الولايات المتحدة.

وكانت الشركة أيضا في قلب التوترات الدولية في عام 2012، عندما أمرها الاتحاد الأوروبي، في أعقاب مبادرة أمريكية، بالانقطاع عن التعامل مع المصارف الإيرانية التي كانت موضوع العقوبات، تم تعليق هذه التدابير لاحقاً في عام 2016 بعد دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ.

وعلى جانب آخر، أوضح البنك الوطني البلجيكي في تقرير العام الماضي أن أنشطة سويفت ” تم الاعتراف بها كعامل مهم في سلامة وكفاءة أنظمة تسوية المدفوعات والأوراق المالية في جميع أنحاء العالم ” ؛ فيما نحو 90% من مجمع سويفت محظور الدخول إليها من قبل الزوار لأسباب أمنية، مع وجود بعض المناطق المؤمنة بأبواب تشغلها شيفرات، حتى إن أحد المهندسين المعماريين من الشركة التي تتخذ من برشلونة مقرًا لها، التي صممت المجمع كان يواجه مشكلة في الدخول من خلالها للقيام بزيارة لها.

وعملت ” سويفت ” على الحفاظ على عدم لفت الانتباه إليها حتى الآن حول العقوبات المفروضة على إيران، لكن متحدثًا رسميًا أخبر صحيفة فايننشال تايمز أنه ” سيكون من الطبيعي أن تتشاور وتطلب إيضاحا من الاتحاد الأوروبي والسلطات الأمريكية ” ، مضيفًا: ” مهمتنا هي أن نكون مقدمي خدمة عالمية ومحايدين للصناعة المالية ” .