رصد تقرير لصندوق النقد الدولي عن النتائج السلبية والمعاناة التي يعاني منها تنظيم الحمدين، بفعل المقاطعة العربية التي تقودها المملكة منذ يونيو الماضي، والتي تسببت في العديد من الأرقام السلبية للاقتصاد الإيراني خلال عام 2017.

وكشف التقرير عن بعض المشكلات التي مرت بالدوحة على المستوى الاقتصادي خلال الفترة الماضية، حيث أكد أن التقديرات تشير إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي غير الهيدروكربوني قد تباطأ إلى حوالي 4 % في عام 2017 بسبب التأثر بالمقاطعة الدبلوماسية لكل من المملكة ومصر والإمارات والبحرين.

وأفاد التقرير أن قطر تعاني على مستوى قطاعي النفط والغاز الطبيعي، حيث تسبب اتفاق أوبك الذي وقعته المملكة ودول الأوبك من ناحية وروسيا ومجموعة البلدان غير الأعضاء من جهة أخرى، في فرض حالة من التوقف الإجباري لبعض أعمال الحفر والتنقيب عن الغاز، كما أسهم الاتفاق في تقييد نمو إنتاج النفط والغاز، وبلغ إجمالي نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي 2.1 % في عام 2017.

واستعرض التقرير تأثر قطاع العقارات في قطر، حيث تسببت الأزمة في زيادة المعروض من العقارات الجديدة وخفض الطلب الفعال، موضحًا أن مؤشر أسعار العقارات بنسبة 11 % في عام 2017 (على أساس سنوي) بعد زيادة تراكمية بلغت 53% خلال الفترة من 2013 وحتى 2016 .

توَقع صندوق النقد الدولي أن يبلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي 2.6 % لعام 2018، بينما يبلغ التضخم الذروة عند 3.9 % في عام 2018، حيث إن تأثير ضريبة القيمة المضافة التي يتم إدخالها خلال النصف الثاني من عام 2018 سيُشعر به على مدار العام، وذلك قبل التخفيف إلى 2.2% على المدى المتوسط.

وفي سياق متصل، أكد تقرير أن قطر قد تواجه مشكلة في التوريد والاستهلاك الداخلي لمختلف المنتجات بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني، وهو ما يعني تطبيق مزيد من العقوبات الاقتصادية ضد طهران، خاصة وأن الدوحة اعتمدت بشكل رئيسي طيلة عام مضى على العلاقات التجارية مع إيران وتركيا لسد الحاجة في الأسواق الداخلية.

ويُذكر أن الدوحة تُعاني من عزلة عربية واضحة، بعد أن اتخذت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب قرارًا بمقاطعة قطر ما لم ترجع عن أفعالها وأنشطتها الداعمة للإرهاب والتطرف وإثارة الفتن والأزمات بالمنطقة، ورغم إرسال الدول العربية الأربع مجموعة من الطلبات التي طالبت الدوحة بتنفيذها لرأب الصدع معها وإعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ يونيو الماضي، غير أن تنظيم الحمدين لا تزال تتبنى نهجها الداعم للإرهاب خلال الفترة الماضية.