أصبحت التحركات السودانية نحو قطر واضحة كالشمس، حيث تسعى حكومتها جاهدة إلى توطيد العلاقة مع تنظيم الحمدين للاستفادة منهم، بجانب أنها وقعت فريسة أيضا لتركيا، حيث يحاول الحليفان (الدوحة وأنقرة) إيجاد موطئ قدم لهما في الشرق الأوسط، لكي يخدم أجندتهما التخريبية.

وتعتبر كلمة السر هي ” جزيرة سواكن ” بمثابة محطة تركيا وقطر الجديدة في السودان، حيث تتميز بأنها منطقة أثرية تاريخية، وتبلغ مساحتها عشرين كيلومترا مربعا، وكانت مسبقا ميناء السودان الرئيسي الذي يعتمد عليه في الصادر والوارد ورابطاً بين إفريقيا وآسيا، وقامت أنقرة في ديسمبر الماضي بمهة إعادة تأهيل الجزيرة وإدارتها لفترة زمنية لم يتم تحديدها .

وكشف المهندس مكاوي محمد عوض وزير النقل والطرق السوداني، اليوم السبت، أن الشراكة مع قطر من أجل تأهيل ميناء سواكن على البحر الأحمر تبدأ بمنح نسبة 49% لصالح قطر، والسودان بنسبة 51% من عوائد تشغيل الميناء على أن تظل نسبة السودان من تشغيل الميناء في ارتفاع مستمر لتصل إلى 100%.

ويُذكر أنه في أواخر الشهر الماضي، استقبل ميناء سواكن من الشركة القطرية لإدارة الموانئ عددا من رافعات وقوارب السحب؛ تنفيذا للمرحلة الأولى لمذكرة التفاهم التي وقعتها الشركة مع ميناء بورتسودان لتطوير ميناء سواكن وجعله ميناء رئيسيا لنقل البضائع وهي جزء من رأس المال الخاص بالتطوير.

وفي سياق متصل ، قامت قطر والسودان بتوقيع اتفاقا تجاريا قيمته 4 مليارات دولار لتطوير ميناء سواكن، في مارس 2018، بحضور وزير المواصلات والاتصالات القطري جاسم بن سيف السليطي، والمهندس مكاوي محمد عوض وزير النقل السوداني، ويعتبر الاتفاق واحدا من أكبر مشروعات النهضة والتنمية الاقتصادية الواعدة في السودان.

وتلهث كل من قطر وتركيا وراء توطيد علاقاتهما بشكل كبير منذ المقاطعة العربية للدوحة بسبب دعمها للإرهاب، وإيجاد موطئ قدم لهما في الشرق الأوسط والمنطقة الإفريقية لنشر أجنداتهما الإرهابية، لتتورط معهما السودان بموقعها المتميز على البحر الأحمر، وسط ترقب لنتائج التعاون العسكري التركي القطري السوداني.