بدأ الشيخ صلاح البدير إمام وخطيب المسجد النبوي، خطبة الجمعة، قائلا: ” عجبا ممن يدرك رمضان فلا يصلحه صيامه , ولا يهزه قيامه , ولا تغيره أيامه , عجبا ممن يدرك رمضان وهو يطمع بالجنة والمغفرة ثم يضيعه بالملهيات والمنهيات والمحرمات , ويا ضيعة من فاته خير رمضان , ويا شقوة من أضاع شهر رمضان , قال صلى الله عليه وسلم: ” رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي , ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له ” .
وحذر الشيخ الجليل من مفسدات الصيام مناشدًا، ” يا من تسأل عن غبار الطريق وابتلاع الريق , هل تفسد الصوم أم لا ؟, احترز من كبائر الفواحش والآثام , احترز من أكل مال أخيك المسلم , وفري عرضه وغشه وخديعته والاحتيال عليه , وهل صام من كف عن الأكل والشرب في نهار رمضان , ولم يكف عن إهمال أولاده وتركهم عند مطلقته دون إحسان ولا شفقة ولا سؤال ولا نفقة ؟ , وهل صامت من حرمت أولادها رؤية والدهم مطلقها وزيارته وشجعتهم على العقوق والفسوق ؟ , وهل صام من حرم أولاده رؤية أمهم مطلقته ؟ , وهل صام من هجر زوجته وتركها مظلومة معلقة لاهي زوجة ولا مطلقة ؟ , وهل صام من عق والديه وهجرهما وتعالى عليهما وضجر من خدمتهما ؟
ويكمل أن الصيام ليس فقط عن الطعام والشراب ولكن هو تجنب الظلم والقسوة متسائلًا : ” هل صام من نام عن الفريضة وأخرج الصلاة عن وقتها ولم يصل الظهر والعصر إلا بعد خروج أوانها وزمانها , واعتاد ذلك في أيام رمضان كلها ؟ , وهل صام من أكل ميراث إخوانه وأخواته وغصب حق الضعفاء واليتامي والمساكين , واستولى على علة الأوقاف وحرم المستحقين ؟ ,
وأجاب الشيخ البدير أن هذا صيام مجزئا ومسقطا للواجب، ولكنه صوم متلبس بالزور والإثم مصاحب للكبائر والعظائم , وقد لا يقوم ثواب صيامه في موازنة إثمه وإجرامه , مضيفًا : اتقوا الله يا من أمسكتم عن المفطرات والمفسدات أثناء الصيام وفعلتم ما يجب على المسلم اجتنابه , يا من صمت عن الطعم ليتك صمت عن الظلم , قال صلى الله عليه وسلم : ” من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه ” .
التعليقات
﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً (106)﴾
اترك تعليقاً