تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي رسالة صوتية، تُحرم تصغير الأسماء المعبدة لله سبحانه وتعالى، وأثارت الرسالة حالة من الجدل الواسع .

ويقول الشيخ محمد العثيمين عن حكم تصغير الأسماء المعبدة لله : ” لا بأس بذلك لأن المقصود تصغير المسمى وليس الله سبحانه وتعالى، فمثلا العباد: التصغير يقصد به الشخص.. وشيخ أبي داود يلقب بـ ” دحيم ” .

ومن جانبه رد الشيخ ابن باز رحمه الله على سؤال ” بإن كثيراً ما نسمع من عامي ومتعلم تصغير الأسماء المعبدة أو قلبها إلى أسماء تنافي الاسم الأول، فهل فيه من بأس؟ وذلك نحو عبدالله تجعل ” عبيد ” و ” عبود ” و ” العبدي ” بكسر العين وسكون الباء، وفي عبدالرحمن ” دحيم ” بالتخفيف والتشديد، وفي عبدالعزيز ” عزيز ” و ” عزوز ” و ” العزي ” وما أشبه ذلك، أما في محمد محيميد وحمداً والحمدي وما أشبهه؟ ” .

فأجاب الشيخ ابن الباز: ” لا بأس بالتصغير في الأسماء المعبدة وغيرها، ولا أعلم أن أحداً من أهل العلم منعه، وهو كثير في الأحاديث والآثار كأنيس وحميد وعبيد وأشباه ذلك، لكن إذا فعل ذلك مع من يكرهه فالأظهر تحريم ذلك؛ لأنه حينئذ من جنس التنابز بالألقاب الذي نهى الله عنه في كتابه الكريم إلا أن يكون لا يعرف إلا بذلك، فلا بأس كما صرح به أئمة الحديث في رجال كالأعمش والأعرج ونحوهما ” .

أما الشيخ عبد المحسن العباد أجاب على سؤال ” هل يجوز اختصار الأسماء مثل: عبدالرحمن وعبدالله؟، قائلا: ” هذا مثل أحد شيوخ أبي داود عبدالرحمن بن إبراهيم يقال له: دحيم، وهذا كما هو معلوم تصغير للشخص، وهو منحوت من الاسم، مثل: عبدان وعباد مأخوذة من عبدالله، ودحيم مأخوذة من عبدالرحمن، وهكذا ” .

وفي سياق متصل يرى الشيخ عبد الكريم الخضير إنه يجوز التسمية بـ ” عزيز وحكيم ورحيم ” ،فمن باب أولى يجوز تصغير الأسماء المعبدة لله ، خاصة إذا قصد الشخص ولم يقصد اسم الله، ولأن اسم عزيز وحكيم يجوز التسمية بهما ابتداءً إذا لم يلاحظ الصفة، إنما هي للعلمية .

ويُكمل الشيخ الخضير الإجابة على سؤال : ” ما حكم لو صغّر ذلك فقال لمن اسمه عبدالعزيز ، قال له: عزيز ، أو عبدالرحيم رحيم، أو حكيم قاله لعبدالحكيم بالتصغير؟ ليرد: ” كالمسألة السابقة، يجوز؛ فإذا جاز اسم حكيم وعزيز له مكبرًا، فيجوز التصغير من باب أولى، بشرط ألا يقصد اسم الله والعياذ بالله ” .

وفي الجهة الأخرى، قال الجويني ونقله ونقله ابن حجر في فتح الباري أن التصغير الممنوع، هو كأن يقال: عبدالعُزيز ، أو هو العُزيز ، وهذا حرام ؛ لأنه لا يجوز تصغير اسم الله إجماعاً .