حكى عدد من طلاب الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، في برنامج ” الراحل ” الذي يعرض على قناة ” روتانا خليجية ” حكايا كثيرة عن مآثر الشيخ وسماحته، كما تطرق أحدهم لزيارته للوزير غازي القصيبي برغم ما أشيع عن خلاف بينهما، وموقفه من تدخل الولايات المتحدة عقب غزو العراق للكويت.

وفي السياق نفسه، تحدّث الابن عبدالله بن عبدالعزيز بن باز أنه عندما زارهم الملك فهد في ‏منزلهم الصغير طلب هو من والده أن يتحدث مع الملك لكي يعطيهم بيتًا أكبر أو أن ‏يعطوا منزلهم للدولة وتعطيهم بيتًا كبيرًا إلا أن والده الشيخ رحمه الله رفض ذلك ‏وقال: ” لا، البيت مكفينا إذا أنا مت افعلوا ما تريدون ” ، كما أكد على ذلك الدكتور ناصر الزهراني ‏المشرف على مركز بن باز العلمي العالمي بمكة المكرمة أنه حاول إقناع الشيخ أن ‏يتحدث مع بعض ولاة الأمر أن يشتروا له منزلًا فرفض.

وروى أحد طلابه عن أن الشيخ ابن باز كان يزور الوزير القصيبي وقت أن كان وزيرًا للصحة وكان القصيبي يزوره، وروى أن الوزير مرض بالحمى وطُرق الباب فذهبت زوجة القصيبي لتسأل من الطارق، فقال أنا عبدالعزيز بن باز فعادت إلى زوجها تخبره فقام مع الحمى الشديدة وفتح الباب للشيخ واستبشر به وجلسا معا حتى وصفها القصيبي بجلسة من أحسن الجلسات برغم الحمى الشديدة، بينما أضاف الابن عبدالله بن باز أن البعض أشاع أن هناك خلافًا بينهما إلا أن الشيخ أخبره أنه لم يكن بينهما شيء، مجرد خلاف في الرأي فقط.

وقال أحد طلاب الشيخ الراحل أنه في أحد دروس الحج بين الأذان والإقامة كانت هناك مسألة سئل فيها الشيخ، وكان الشيخ صاحب دعابة، وكان رأيه في تلك المسألة الجواز، لكن بعض طلابه قالوا له يا شيخ إن أحد العلماء حرّم ذلك، فما هو دليله فرد عليهم بقوله: ” هذا من كيسه ” ، ويعني أن التحريم من عنده.

في الوقت الذي أوضح فيه طالب آخر، أن الشيخ كان من عادته ألا يجيب عن أسئلة أثناء الدرس، وحدث أنه أثناء الدرس جاء شخص من البادية على بساطته وقال يا شيخ عندي سؤال فقال له الشيخ انتظر بعد الدرس، فقال الرجل يا شيخ أنا مستعجل وانتم فاضيين، جاوبني وبامشي فجلس الشيخ وتمالك نفسه وقال لطلابه يا جماعة تسمحوا لي أجاوب الرجل فقال الطلاب مسامحين، فأجاب الرجل عن سؤاله ومضى.

وعلى جانب آخر، بعد غزو العراق للكويت واحتلالها أصدرت هيئة كبار العلماء برئاسة الراحل عبدالعزيز بن باز رحمه الله ‏ فتوى تجيز مشاركة الجيوش الأجنبية في حرب تحرير الكويت، وتصدى الشيخ للرد على المعارضين وإثبات صحة هذه الفتوى بالأدلة القاطعة، وجواز الاستعانة بالقوات الأجنبية لحماية الحرمين ورفع الظلم عن الشعب الكويتي.