قال الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن تجربة الصيام في الفضاء أثناء رحلته على متن المركبة الفضائية ديسكفري في نهاية شهر رمضان من عام 1985م بأنها ” تجربة لا تنسى ” ، لافتًا إلى أن الرحلة كانت من أهم المحطات في حياته، خاصة أنه عايش أيام هذا الشهر الكريم في الفضاء .

وأضاف الأمير سلطان بن سلمان أنه تم الاتفاق مع أطباء ناسا للسماح لهم بالصيام مع أن الفتوى أتت من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي المملكة يرحمه الله -بأن الأولى أن نفطر خلال هذه الفترة، وتم الاتفاق مع ناسا على مراقبتنا الصحية لأول أسبوع، على أن نتوقف عن الصيام في حال ملاحظة أي تدهور صحي، أو تأخر في استيعاب الاستعدادات المكثفة للانطلاق إلى الفضاء.

وأوضح أن مكتب الرواد في ناسا طلب منه وزملائه تأخير موعد بدء التدريب في الفترة الصباحية حتى يتاح لهم وقت كاف للنوم ومنعا للإرهاق، ولكن الجميع تحمس للاستمرار في التدريب في موعده المحدد في الصباح الباكر كالمعتاد، والقيام بجميع المهام التي يقوم بها بقية أفراد الطاقم، وهذا إضافة إلى أعباء أخرى كمقابلة الصحافة ووسائل الإعلام وأداء التمرينات الرياضية وغيرها من الواجبات.

ويحكي الأمير سلطان أنه انتقل بعدها من مدينة هيوستن إلى مركز كيندي للفضاء بفلوريدا قبل أسبوع واحد من موعد انطلاق المكوك من أجل الحجر الصحي مع مزيد من الفحوصات الطبية، وفي فجر 29 رمضان 1405 هـ تسحر حوالي الساعة الثالثة والنصف صباحا خلال إفطار الرواد التقليدي يوم الإطلاق، مشيرًا إلى انه تمَكن من صلاة الفجرة على منصة الإطلاق.

يُكمل: ” لقد كان منظرًا مهولًا حقا وأنا أنظر بعد وصولنا لأعلى المكوك على ارتفاع 60 مترا من مستوى المنصة على سطح الأرض وأنظر إلى بزوغ الفجر الجميل على قاعدة كيب كيندي المعروفة بجمال طبيعتها “.

وذكر الأمير سلطان أنه كان يصطحب القرآن معه في هذه الرحلة المكوكية، وكان يقرأه خلال النصف الساعة الأولى في انتظار لحظة الإقلاع وأثناء جلوسه في وضع استلقاء بجوار زملائه باتريك بودري وجون فابيان..

ويصف أول يوم في الرحلة قائلا : ” لقد شعرت في اليوم الأول للرحلة وأنا صائم بالتعب والإجهاد، ربما من قلة النوم وحالة انعدام الوزن وفقدان السوائل؛ شعرت بجفاف شديد، ولكنني صمدت بفضل الله، وفي مساء هذا اليوم عندما كان باقي على موعد إفطاري ساعة واحدة تزامن هذا الوقت مع وقت نوم الطاقم، ولكن أيقظني الرائد جون فابيان معلنا العيد في المملكة ومعه تمرة وتفاحة قدمهما لي للإفطار، وقال: استيقظ يا سلطان اليوم إفطار بلادك، فشكرته وقلت له “شعور جميل منك، ودليل على العمل بروح الفريق الواحد ” والحقيقة أن موعد الإفطار لم يكن قد حان على المكوك حيث كنا نصوم ونفطر بحسب تقويم ولاية فلوريدا التي انطلقنا منها؛ إذن العيد غدا “.

وحرص الأمير سلطان أن يحمل معه عدة أشياء إلى الفضاء؛ منها المصحف الشريف، سبحة شخصية من الملك فهد يرحمه الله، علم المملكة العربية السعودية موقعاً عليه من قبل العاهل السعودي، إضافة إلى مجموعة من الاسطرلاب العربي وهي آله قديمة كان يقاس بها ارتفاع الكواكب القديمة هدية رمزية من قبل حكومة المملكة العربية السعودية لقادة الدولة العربية المساهمة في مؤسسة عرب سات.