لم يمنع التطور التكنولوجي من استمرار المسحراتي في القيام بدوره؛ حيث مازال موجودًا في كثير من الدول العربية، مثل مصر، ولبنان، وفلسطين، والإمارات وغيرها، كما يختلف لقبه من بلد عربي لآخر.

وفي مصر، ظهرت مهنة المسحراتي في عصر الدولة العباسية خلال عهد الخليفة المنتصر بالله، ويذكر المؤرخون أن والي مصر، عتبة بن إسحاق، هو أول من طاف شوارع القاهرة ليلًا في رمضان لإيقاظ أهلها ودعوتهم إلى تناول طعام السحور، ليصبح هو ” المسحراتي ” الأول.

ويعرف المسحراتي في دولة الإمارات بـ ” أبو طبيلة ” الذي يستخدم الطبلة التي تعرف باسم ” البازة ” ويضرب عليها بعصا رفيعة، ويصوف بين الأحياء، لإيقاظ الناس قبل صلاة الفجر، لتناول وجبة السحور، بينما يطوف المسحراتي مناطق الحي في السودان بصحبة طفلًا صغيرًا، حاملًا فانوسًا، ومعه دفترًا، مسجلًا به جميع أسماء أهل الحي، لمناداة كل شخص باسمه، قبل الفجر بقليل.

وأطلق اللبنانيون اسم ” الطبال ” على المسحراتي في الأحياء الشعبية اللبنانية، الذي يرتدي عباءة، البيضاء، وبيده الطبلة التي يوقظ بها الناس في شهر رمضان لتناول السحور، وغالبا ما يكون لكل حي أو منطقة الطبال الخاص بها، الذي يتلقى مبلغ من المال أخر أيام الشهر الكريم أو أول أيام عيد الفطر.

وفي السياق نفسه، يحرص أهل المغرب حتى الآن على الحفاظ على تواجد مهنة المسحراتي أو ” النفار ” باللهجة المغربية، والتي تشير معناها إلى آلة النفخ النحاسية الطويلة الشهيرة، بينما أطلق أهل اليمن اسم ” المفلّح ” على المسحراتي.