تظل الحاجة ملحة إلى وضوح الكتابة وسهولة قراءتها وفهم معانيها، في كل كتابة تهدف إلى الاتصال بالآخرين خاصة كلما زادت أعداد الجماهير الذين يتوجه إليهم النص المكتوب.
هناك العديد من العوامل التي تؤثر في عملية اختيار القراء للنص المكتوب، ومن هنا تبرز أهمية اللغة التي تستخدمها الرسالة الإعلامية ودورها في العملية الاتصالية، إذ تعتبر “اللغة هي الوسيلة ” كما يقول ذلك عبد العزيز شرف مؤمنًا بمقولة ماكلوهان الشهيرة “الوسيلة هي الرسالة.
إن لغة الرسالة الإعلامية قد تكون مصدرًا للتشويش الذي يؤثر سلبًا في الرسالة الإعلامية المكتوبة، وتقلل من احتمال وصولها وفهمها بشكل صحيح، فالقائم بالاتصال على سبيل المثال قد يستخدم كلمات يصعب على فرد من الجمهور أن يفهمها أو أن يذكر أسماء لا علم له بها ، أي أن مادة الرسالة الإعلامية المكتوبة تكون خارج إطار الدلالة اللغوية بين المرسل والمستقبل، أو قد يستخدم كلمات يكون لها. معنى عند القائم بالاتصال ومعنى آخر عند القارئ.
إن لغة المادة الإعلامية لها دور كبير في فهم وتقبل القراء وهنا يجب أن تكون مقيدة بشكل أكبر بقدرتها على توصيل المعنى المراد التعبير عنه إلى القارئ، بأكبر قدر من الوضوح، فهي لغة أكثر وظيفية تستغني بشكل كامل عن الجمال الذاتي للمفردات والتراكيب اللغوية ويصبح هدفها الأساسي هو وصف الأحداث ونقل الواقع بأكبر قدر ممكن من الدقة والوضوح حتى تكون المادة الإعلامية مقروءة ومنها تنتج الكتابة المقروءة وهي الكتابة ذات المعنى السهل الاستيعاب والمفهومة للقارئ المستهدف، ولهذا يجب العناية بصياغة المواد التحريرية وتقديمها في قالب مكتوب يتسم بالسهولة مما يجعل القارئ يفهم ويستمتع بالمادة الإعلامية عند قراءته، وهو ما عرف عند الباحثين في مجال الإعلام بالمقروئية التي تعني مجموعة من العناصر وتفاعلاتها التي تمكن القارئ وبسرعة عالية في القراءة من الفهم والاستمتاع بالمادة المطبوعة.

إن المقروئية بفهومها العام هو عدم فهم القارئ للأخبار أو المقالات المكتوبة بالشكل الصحيح مما يجعله يبتعد عنها بشكل كبير وهنا يجب أن ننبه الصحفيين على استخدام اللغة البيضاء في الكتابة واستخدام الألفاظ السهلة للوصول للمتلقي بشكل أكبر وأفضل خاصة مع تقدم وسائل الإعلام وعدم تقبل المتلقي للشيء الذي يصعب عليه.
معلومة:
هناك أن إنقرائية ومقروئية .. الأولى تقيس عدد القارئين للصحف والثانية تقيس فهم المتلقي للمادة المكتوبة.