أوضح الأخصائي النفسي باسم التهامي أن أي امرأة تتولّد لديها رغبة الانتقام من حبيبها عندما تصدر منه مواقف تُشعرها بامتهان كرامتها واللعب بمشاعرها؛ فتأخره في تحقيق وعد الارتباط بها، أو ربما التخلّي عنها دون سابق إنذار، ورفض تحقيق طلباتها، هي في الواقع عوامل تدفعها للانتقام منه.

وقال التهامي ، من باب الإنصاف، قد يكون الحبيب هو الضحية أو المظلوم في بعض الأحيان، لا سيما إن كانت ممّن يطلبنَ طلبات تكاد تكون تعجيزيةً في العلاقة خارجةً عن طاقته لا يقدر على تلبيتها، أو ممّن يتّسمنَ بالأنانية وحب التملك، وهذا ما يثبت صحة الظلم الواقع عليه .

وهو الأمر الذي يحتّم عليها ضرورة التأكد من هدف العلاقة، وفي ما إذا كانت ستنتهي بالزواج أم بالصداقة فقط، حتى تتّضح الأمور بينهما أكثر، وتبتعد عن توجهاتها، بحسب التهامي.

حلول بديلة

ووفق التهامي، عندما تكتشف الحبيبة خيانة الحبيب، وأن ملامحه الحقيقية بدأت تتجلّى أمامها، ما عليها إلا أن تتركه وشأنه، ويجدر بها مواساة نفسها على سوء اختيارها، هذا من جهة، كما يمكنها الاستعانة بمن يساعدها للخلاص من مشاعرها السلبية من جهة أخرى.

وشعورها بالازدواجية الناتجة عن تولُّد مشاعر ما بعد الانتقام سواءً البدنية أو النفسية، أي في الوقت الذي تشعر به بلذّة الانتقام من حبيبها، تندم على ما فعلته به، وتصبح غير قادرة على التفريق بين الشعوريْن في آنٍ واحدٍ.

وفي الحالتين، لن تجني من إشباع أنانيتها أي نتيجة، وهي الوحيدة المسؤولة عن نتيجة ارتباطها بعلاقة لم تدرسها جيدًا، ولم تضع النقاط على الحروف منذ بداياتها، ولم ترسم لها أية معالم واضحة تحدد ما إذا كانت في مسارها الصحيح أم لا.

فحكمها على أي علاقة بالعاطفة بدلاً من التعقُّل والتفكير يوقعها في مشاكل، تصنع منها شخصية سادية تتلذذ بإلحاق الضرر بحبيبها، إذ لن تكون سعيدةً ومرتاحةً إلا باسترداد حقها منه مهما كانت الوسيلة والنتائج، ولو اضطرها الأمر لقتل أنوثتها وبراءتها.

لذلك، ينصحها التهامي، بأن تتقبّل الحياة بشروطها، وأن لا تتوقع كل ما تتمناه. والأجدى لها بدلاً من الانتقام، العفو عنه، وأخذ العبرة من تجربتها السابقة، والتعلّم من أخطاء تلك المرحلة، والحذر من تكرار أي تجربة مشابهة.