كشفت دراسة صادرة عن جامعة نايف للعلوم الأمنية، عن وجود علاقة عكسية بين الإقبال على العمل الحكومي وتفضيله عن المهن اليدوية، وبين الأمن الوطني.
وخلصت الدراسة إلى أن تفضيل المعظم للعمل الحكومي من الأمور التي تضعف الأمن الوطني، مشيرة إلى أن الكثير لا يواكبون التنمية الشاملة.

وأشارت إلى دور التنمية الثقافية الحديثة في توطيد الأمن الوطني بالمملكة،و أن ثقافة العمل في المجتمع السعودي تغيرت بعد الطفرة الاقتصادية الكبيرة، والتي بدورها عززت من المشاريع الحكومية وتوسع القطاع الحكومي، مما أسهم في تفضيل العمل الحكومي على غيره والانصراف عن المهن اليدوية.

ولفتت إلى أن النفط أحدث طفرة اقتصادية، وعززت المداخيل النفطية من توسع القطاع الحكومي، الأمر الذي أدى إلى هجر أفراد المجتمع المهن المتوارثة، واتجهوا إلى العمل في الجهاز الحكومي الذي يوفر العمل المكتبي المريح، ذا العوائد المجزية، لافتا إلى أن ذلك رسخ من ثقافة العمل غير المنتج داخل المجتمع السعودي.
وبينت أن المجتمع تحول من مجتمع يمارس أفراده المهن بأنفسهم إلى مجتمع اتكالي يعتمد على الوافد في كثير من متطلبات حياته، وأخرج التحول الاقتصادي المجتمع من معادلة الإنتاج إلى الاستهلاك العالي، الأمر الذي أثّر سلبيا على كفاءة الاقتصاد وقوته، وهو بالضرورة يؤثر على الأمن الوطني.