عانت رغد التركي، الأمرين لأكثر من 15 عاماً، وهي تبحث عن مركز تأهيل يُساهم في تّحسن حالة شقيقها عبد الرحمن من ذوي الاحتياجات الخاصة، كانت ترى حالته تتراجع وهي لا تملك له شيئاً وتملأها الحيرة، إلا أن اليأس لم يتسلل إلى قلبها.

وأخيراً، قررت رغد أن تتجشم عناء السفر لحوالي 500 كيلو من مسقط رأسها في القصيم إلى العاصمة الرياض، للتقديم لأخيها في المركز الصيفي لذوي الاحتياجات الخاصة في نادي الشباب، بعد أن قرأت عنه في (تويتر)، وكان دافع الحب والأخوة زادها، ويحدوها الأمل بتحسن شقيقها.

لم يمض وقت قصير من أول زيارة لها وشقيقها لمركز النادي، حتى فوجئت رغد بتغير كبير يطرأ على حالة عبدالرحمن، لم تكن تتخيل أبدًا أن يطرأ كل هذا التغير الكبير على سلوكه في هذا الوقت القياسي، كان انطوائياً لا يحب الاختلاط بأحد.

تقول رغد: “لم أصدق ما رأته عيني، وأنا أشاهد عبدالرحمن يندمج مع كل المُحيطين به داخل المركز، ويفرغ طاقته بشكل إيجابي جدًا، أصبحت حياته أكثر انتظامًا، ينام في موعد مُحدد، مع نقلة نوعية في الأدب والاستئذان والحرص على تأدية الصلاة في أوقاتها، يملؤني الذهول والدهشة”.

وتضيف: “لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أن يرفض عبدالرحمن الخروج من المركز في أيام الأجازات والعطلات الأسبوعية، ويفضل البقاء مع رفاقه داخل المركز الصيفي”.

وأشارت رغد إلى الدور الكبير الذي يقدمه بنك الرياض للمركز، ودعم منسوبي البنك لذوي الاحتياجات الخاصة في المركز، وتتساءل: لم لا وهو الداعم الرئيس للمركز الذي استفاد منه هذا العام فقط 110 من ذوي الاحتياجات الخاصة، من أصل 900 استفادوا من هذا العمل الخيري على مدار العقد المنقضي، كما أخبروني في المركز؟”.

عبدالرحمن ليس الحالة الوحيدة التي تعافت بعد الانضمام للنادي الصيفي الذي يدعمه بنك الرياض، فهناك المئات ممن أشارت لهم رغد التركي، ومن أهداف المركز الذي يُدعمه بنك الرياض، التركيز على الأنشطة الرياضية والترفيهية والمعرفية الموجهة لتفريغ طاقة الأطفال بشكل نموذجي، وتوجيهها ضمن مسارات هادفة لتنعكس إيجاباً على تنمية قدراتهم الذهنية والجسدية، وتعزيز مستوى أدائهم وتجاوز تحدياتهم، تمامًا بنفس أهداف وأفكار الأندية العالمية مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

والجدير بالذكر، أن بنك الرياض جدد دعمه الاستراتيجي للنادي الصيفي للسنة الثانية عشر على التوالي؛ لحرص البنك على إطلاق المزيد من برامج خدمة المجتمع والمبادرات التي تعكس قيمه الإنسانية والاجتماعية، ويعرف الجميع أن بنك الرياض يضطلع بدور أساسي ومهم في دعم هذه الفعاليات والبرامج الإنسانية للفئات ذات الاحتياجات الخاصة.

ويولي البنك اهتمامه بكافة الشرائح المجتمعية في الجمعيات والجهات التي ترعى هذه الفئة رعاية كاملة، على سبيل المثال وليس الحصر دعم مبادرة يدوي، وبرنامج التدريب الزراعي لذوي الإعاقة، ورعاية النادي الصيفي لذوي الإعاقة في الباحة وحائل وتبوك، وغيرها من البرامج والمبادرات والنشاطات التي تهدف إلى تأهيلهم لتحقيق الاندماج الكامل في المجتمع.