لم يدخر الشاب الفلسطيني فادي أبو صلاح، صاحب الـ29 عامًا جهدًا في سبيل الدفاع عن وطنه والمحاولة المستميتة لإعادة الأرض إلى أصحابها وطرد الاحتلال منها حتى وإن كلفه ذلك فقدان قدميه؛ بل وفقدانه حياته.

في عام 2008، فقد ” أبو صلاح ” ساقيه في المظاهرات التي اندلعت في قطاع غزة، ولكن لم يحبط ذلك من عزيمته واستمسك من النضال والمكافحة وعاش مؤمنًا كما كل فلسطيني بعبارة الكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني: ” لا تمت قبل أن تكون ندًّا ” .

استمر نضال الشاب نحيل الجسد على كرسيّه المتحرك دون ساقين، وكل ما يملكه في وجه دبابات الاحتلال يدين وحباتٍ من الحصى؛ علّها تصيب الهدف وتأتي بأرضه المسلوبة منذ عشرات الأعوام؛ ففرضت صورته نفسها بوسائل الإعلام في مواجهات ذكرى النكبة ومسيرات العودة أمس الاثنين؛ لتخرج إلى الأضواء بطلًا يقف له العالم أجمع إجلالًا وإكبارًا.

استشهد ” أبو صلاح ” ، أمس ضمن 53 شهيدًا وأكثر من 2400 مصابًا خلال مواجهات على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، في الذكرى الـ70 للنكبة الفلسطينية، وهم يحاولون إعادة الحق إلى أهله ودحر العدو عن بلادهم، جميعهم يؤمنون أن فلسطين: ” جديرة بأن يحمل المرء السلاح ويموت فى سبيلها. ”