يستمر ” تنظيم الحمدين ” الإرهابي في دعمه للجماعات والتنظيمات الإرهابية في كافة بلدان العالم فلم يسلم من سمومه قريب أو بعيد؛ فامتدت يد الإرهاب لتطال القارة الإفريقية التي تحاول قطر جاهدة التعاون معها وتدعيم الإرهاب الخراب بها.

وخصصت دويلة قطر عشرات المليارات من الدولارات بدءًا من منتصف التسعينيات، حين بدأ الاهتمام القطري بالبوابة الإفريقية التي تبدو في نظره هشة وسهلة الاختراق لدعم الجماعات الإرهابية ومحاولة اختراقها لتحقيق مطامعها على تلك الأراضي.

وفي عام 2017، وبعد المقاطعة العربية لـ ” تنظيم الحمدين بسبب دعمه وتمويله للإرهاب؛ بدأت الدوحة تحشد كافة جهودها لكسب ثقة وتأييد الدول الإفريقية وجذبها إلى صفها لتضغط بها على الدول العربية التي ترفض إرهابها، ولكن القارة السمراء تعرف من العدو ومن الصديق.

وينتاب دول إفريقيا الشك والريبة دومًا في أهداف قطر وأغراضها؛ خاصةً بعد ما ظهر من ” تنظيم الحمدين ” الإرهابي وإساءته الدائمة لدول الجوار ومحاولته نشر الفتن والخراب والدمار في كافة بلاد العالم والتخفي خلف أقنعة الاستثمار والتعاون مع تلك الدول.

وعلّق الرئيس التشادي، إدريس ديبي على قرار المقاطعة العربية لـ ” تنظيم الحمدين ” قائلًا: ” إن قطر ترغب في زعزعة الاستقرار في بلادنا، ليس من خلال دعم المرتزقة فقط، بل من جانب الإرهابيين، وهي أيضاً وراء الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي. ”

وقام رأس النظام، تميم بن حمد، في شهر ديسمبر 2017 بجولة إفريقية في كل من السنغال، وغينيا، وكوناكري، وساحل العاج، وغانا، ومالي، وبوركينافاسو، ما أثار غضب وقلق مواطني تلك الدول ومثقفيها وأطرها، متسائلين عن أهداف وغايات قطر في بلدانهم، خصوصًا أنها أصبحت معروفة بدعمها للإرهاب والفوضى في مناطق أخرى.

كما زار بعدها، حمد بن خليفة آل ثاني، برفقة رئيس مجلس الوزراء السابق حمد بن جاسم آل خليفة، نيجريا لتلميع صورة قطر أمام العالم والدول الإفريقية خصوصًا، ونفي تهمة الإرهاب عن بلدهما، وتكذيب دعم تنظيمهما لجماعة بوكو حرام في تلك البلاد، ولكن الجميع كان يعلم أن ” تنظيم الحمدين ” هو رأس الأفعى والممول الأكبر لجميع تلك الكيانات الإرهابية.

وحاول ” تنظيم الحمدين ” استغلال القارة السمراء كأداة لمعاداة جيرانها وافتعال الأزمات بينهم وبين البلدان الإفريقية، كما فعلت حين حاولت خلق توتر بين الإمارات والصومال؛ حيث أن تلك البلدان من وجهة نظره يسهل اختراقها لكثرة الصراعات بها.

ورغم ذلك، فشل ” تنظيم الحمدين ” في تحقيق أهدافه المشينة في إفريقيا؛ حيث أنه لا يزال ينظر إليها نظرة شك وريبة بسبب سجلها المعروف في زرع القلاقل والفوضى والإرهاب، والأفارقة أصبحوا يدركون جيدًا نياتها وأساليبها الملتوية، وبالتالي يظل انفتاحهم عليها مصحوبًا بحذر شديد وفي حدود ضيقة ومجالات محددة.