رغم كل الإدعاءات التي يصدرها ” نظام الحمدين ” عن تبنيه للقضية الفلسطينية ومساعيه الجادة للتدخل فى حل الأزمة بين الأشقاء الفلسطينين، إلا أنه كان سبب رئيسي فى تعزيز الفرقة والإنقسام بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، مما عزز فرص الكيان الصهيونى في إستغلال الخلاف لتفاقم الأزمة.

وجاءت بعض المواقف التى اتخذها ” نظام الحمدين ” لتؤكد على أنه يلعب لمصالحه الشخصية مع الكيان الصهيونى، وكذب مزاعمه تجاه القضية الفلسطينية نفسها، ومن تلك المواقف دعمه لقيادات ” حركة حماس ” ، فأصبحت الدوحة مأوى لهم، ومناهضته للسلطة الفلسطينية فى رام الله، والإعتراف بـ ” حماس ” على أنه السلطة الشرعية للبلاد، بالإضافة موافقتها علي إفتتاح مكتب تجاري إسرائيلي في الدوحة، وذلك بجانب إعلان أمير قطر إحتفاظ بلاده بعلاقتها مع دولة إسرائيل .

وفى هذا السياق كشفت عدد من البرقيات السرية التى تم تسريبها على موقع ” ويكيليكس “، والخاصة بعدد من الدبلوماسيين الأمريكان لتكشف النقاب عن الدور الذي لعبته قطر في تعزيز الانقسام بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس.

وأكدت ” الوثائق ” التي كتبها دبلوماسيون أمريكيون، أن قطر أسهمت من خلال الدفاع عن حكم حماس، مرورا بوقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية بدءًا من تاريخ سيطرة الحركة على غزة أواسط عام 2007، والمطالبة بإشراكها في مفاوضات السلام مع إسرائيل، وصولا إلى كشف وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في عام 2011، عن أن قطر رفعت مساعداتها لحماس إلى 115 مليون دولار.

وأشارت ” الوثائق”، إلى أن قطر عملت على محاولة تخريب الجهود المصرية للمصالحة الفلسطينية، من خلال الزعم تارة، بأن حماس لا تثق بالقاهرة وأن مصر غير جديرة بجهود الوساطة، تارة أخرى.

وفى هذا الإطار، أوضح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في وقت سابق، أن هناك أدلة ووثائق تدين الدوحة وتكشف عن تدخلها “لإشعال الفتنة بين السلطة الفلسطينية وحماس، فهناك برقية سرية كتبها القائم بأعمال السفير الأمريكي في الدوحة ” مايكل راتني ” جاء فيها ” أن قطر لم ترسل أية أموال من خلال قنوات الجامعة العربية منذ يونيو 2007، ولا يزال من غير الواضح إلى أي مدى ستمول حكومة قطر رواتب الحكومة في ظل استمرار النزاع بين حماس والسلطة الفلسطينية ” .

وأضاف ” الجبير ” ، أن راتني قال في برقية بتاريخ في الخامس عشر من أبريل 2008، إن كبار المسؤولين القطريين أعربوا عن إحباطهم من أن اللجنة الرباعية التي شجعت الانتخابات الفلسطينية ثم أحبطت الاتصالات الدولية مع حماس بعد فوزها في الانتخابات وتشكيلها الحكومة ” .

وبدورها استنكرت حركة ” فتح” الفلسطينية ، تصريحات المندوب القطري محمد العمادي والتي أدلى بها أمام وكالات الأنباء ضد ” أبو مازن ” وانها تصريحات ما هي إلا محاولة لاستغلال الوضع المأساوي في غزة، مشيرًا إلى أن موقفه يتسق مع الحملات الهادفة إلى تكريس الانقسام وبث الفرقة بين أبناء الشعب الفلسطيني.

وفى السياق ذاته ألمحت إحدى البرقيات إلى أن ” قطر حافظت على اتصالات سرية وعلنية مع إسرائيل ” ، وذلك بالإشارة إلى زيارة وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني إلى قطر.

وتابع ” راتني ” فى برقيته أن رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية ” حمد بن جاسم ” لفت بشكل غير مباشر في اجتماعات خاصة أن حكومة قطر ساعدت أجهزة الأمن الإسرائيلية، وليس لدى قطر ترتيبات أمنية معروفة مع السلطة الفلسطينية، كما أنها لا توفر للسلطة الفلسطينية أي مساعدة أمنية.
وجاء ذلك في وقت أشارت فيه البرقية إلى أن ” قطر حافظت على اتصالات سرية وعلنية مع إسرائيل ” في إشارة إلى زيارة وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفنى.