كاشفًا دعم الدوحة للإرهاب، ولجؤها للقوى الناعمة لتكبير شأنها ،جاء كتاب ” ما بعد قطر: السياسات القطرية وحافة الهاوية ” ، ليصف حقبة إقليمية آيلة للأفول.

فمنذ وصول حمد بن خليفة إلى الحكم بالإنقلاب على والده خليفة بن حمد آل ثاني، بدأت الإمارة الخليجية برسم دور جديد لها يتجاوز نشأتها الحديثة كدولة لا تمتلك عمقاً تاريخياً يؤهلها لفرض وجودها في مجالها الحيوي عموماً، وفي العالم العربي خصوصاً.

وذكر كتاب ” مابعد قطر ” ، أن ” التعملق ” السياسي لها أسهم في رسم هذه النهايات، لأسباب ترتبط بالنهج التخريبي الذي سعت قطر إلى تدشينه من خلال أقوى أذرعها: الإسلام السياسي والجهادي في أكثر من دولة عربية؛ والتشابك الخفي مع منظمات إرهابية؛ إلى جانب ازدواجية المعايير في السياسات الخارجية، ودعم المعارضات السياسية مقابل تكميم أفواه المعارضين القطريين.

وتحدث الكتاب عن دعم قطر للحركات الإسلامية في دول عربية عدة وساندت وباركت ما سمي بـ” الربيع العربي ” ، متسائلا الكاتب : ” فما الذي أنتجه هذا الدعم؟ “.

وتخلص المادة التمهيدية من الكتاب إلى أن الدعم السخي لحركات الإسلام السياسي كان دون فائدة، لأن هذه الحركات عاجزة عن إدارة الدولة، أو تقديم حلول للمشاكل الاجتماعية التي دفعت إلى الاحتجاج.

ذلك فضلاً عن أنه فتح الباب للمزايدة داخل هذه الحركات، وفسح المجال للأجنحة الأكثر تطرفاً ،وعنفاً كي تستفيد من أجواء الحرية لتخزين الأسلحة وتدريب الإرهابيين.

وترتب على تنامي العنف والإرهاب في المنطقة مزيد من تكبيل اقتصاداتها بالنفقات الأمنية، وانهيار قطاعات أساسية منها مثل السياحة والاستثمار الخارجي، فتفاقمت حدة المشاكل التي كان يرجى حلها، وتحولت الأوضاع في أكثر من بلد إلى حرب أهلية. فهل ما يشاهد اليوم أمام أعيننا وأعين العالم، من دمار وآلاف القتلى وملايين المهجرين وانهيار بلدان بكاملها، يمكن أن يعد لدى العقلاء ربيعاً؟ “.
إقرأ أيضًا:

فساد ورشاوي تهدد مستقبل الخطوط الجوية القطرية